تأخر الزواج ابتلاء أم لطف خفي؟ واعظة بالأوقاف تضع روشتة الأمل واليقين

أكدت الدكتورة جيهان ياسين، واعظة بوزارة الأوقاف، أن قضية تأخر الزواج باتت من أبرز ما يشغل كثيرًا من الشباب والفتيات في العصر الحالي، حيث يتسبب في شعور بعضهم بالقلق والحزن، خاصة مع ضغوط المجتمع وكثرة المقارنات , مشيرة إلى أن هذا التأخر لا يعني بالضرورة حرمانًا أو نقصًا، وإنما قد يكون لطفًا وسترًا وخيرًا يدخره الله لعباده، لقوله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}، ولقوله سبحانه: {وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ}.
الزواج رزق
وقالت واعظة الأوقاف في تصريح لنيوز رروم :إن الزواج رزق كسائر الأرزاق، يأتي في الوقت الذي يقدره الله، مستشهدة بحالات كثيرة لفتاة حفظها الله من زيجة تعيسة، أو شاب تأخر زواجه ففتح الله له أبواب الرزق والخبرة ثم جاءه النصيب في أحسن حال. مؤكدة أن الانتظار لا ينبغي أن يتحول إلى يأس أو ضعف إيمان، بل هو فرصة للعبادة، وصلة الأرحام، وتطوير الذات وبناء النفس.
الأخذ بالأسباب والتوكل على الله
وشددت “جيهان ياسين”على ضرورة الجمع بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله، موضحة أن ذلك يتحقق من خلال الاستشارة والتي تكون باللجوء إلى أهل الخبرة والحكمة لتجاوز العقبات غير الملحوظة, بالإضافة إلى الرضا بالواقع,ويكون بالتفكير بعقلانية بعيدًا عن المثالية والشروط المبالغ فيها.
الصفات الجوهرية
وطالبت واعظة الأوقاف بالتعامل مع قضية الزواج بالمرونة,فالكمال لله وحده، وينبغي التركيز على الصفات الجوهرية مثل الدين والأخلاق وحسن التعامل, بالإضافة إلى تجنب المغالاة في التكاليف والمظاهر، امتثالًا لحديث النبي ﷺ: «أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة».
وأوضحت الدكتورة جيهان ياسين إلى ضرورة الدعاء بإلحاح ويقين، عملًا بقول النبي ﷺ: «لا يزال القضاء والدعاء يعتلجان ما بين الأرض والسماء حتى يغلب أحدهما الآخر».
التحصين الذاتي بالرقية الشرعية وتلاوة القرآن
ولفتت إلى ضرورة التحصين الذاتي بالرقية الشرعية وتلاوة القرآن، خاصة سورة البقرة التي وصفها النبي ﷺ بالبركة.
وأكدت الدكتورة جيهان ياسين أن القرآن الكريم هدى وشفاء للصدور، وأن أفضل رقية للإنسان أن يقرأ بنفسه على نفسه، محذرة من الانجراف وراء الأوهام أو من يدّعون امتلاك "أسرار" لتعجيل الزواج.
رسالة إلى كل فتاة تأخر زواجها
ووجهت رسالة إلى كل فتاة تأخر زواجها قائلة: «لا تخافي من الزمان وتقدم السن، فالعبرة ليست في توقيت الزواج وإنما في الزوج الصالح ومدى إعدادك النفسي والفكري والاجتماعي له, فكم من فتيات تزوجن مبكرًا ولم يوفقن، وكم من أخريات تأخرن فكان نصيبهن خيرًا وسعادة, ثقي أن الله لا يؤخر عنك إلا لما فيه الخير، وكوني على يقين بقول الله تعالى في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء)».
كما خاطبت واعظة الأوقاف الشباب والفتيات قائلة: «لا تحزنوا ولا تيأسوا، فما كتبه الله لكم سيأتيكم في أجمل وقت وأحسن حال، فقط أحسنوا الظن بالله، واملؤوا حياتكم بالطاعة والعمل وانتظروا فرجًا قريبًا وعطاء كريمًا من واسع فضله».