خبير: الهجوم على «أسطول الصمود» يكشف تداعيات خطيرة ويشعل الغضب الأوروبي

أكد الدكتور سامح خضر، خبير الشئون الإسرائيلية، أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على "أسطول الصمود" الذي تحرك بهدف كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، سيكون له تداعيات واسعة على مستويات سياسية وشعبية عدة، سواء داخل أوروبا أو في المنطقة العربية.
وأوضح خضر، خلال مداخلة عبر برنامج "منتصف النهار" على قناة القاهرة الإخبارية، أن هذا التحرك الإنساني لم يكن يحمل أي طابع عسكري أو تهديد أمني لإسرائيل، بل جاء لدعم الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت حصار بري وبحري وجوي خانق منذ سنوات طويلة.
الأسطول يحمل رسالة إنسانية
أشار خضر إلى أن الأسطول يتكون في غالبيته من نشطاء مدنيين غير مسلحين، جاؤوا من دول مختلفة لتوصيل رسالة دعم معنوي وإنساني للفلسطينيين، مؤكدًا أن إسرائيل تعاملت مع هذا التحرك وكأنه تهديد عسكري، في محاولة لتبرير استخدام القوة المفرطة ضد مدنيين لا يشكلون أي خطر على أمنها.
وأضاف أن عدداً من الحكومات الأوروبية أعلنت دعمها للأسطول، باعتباره مبادرة إنسانية بحتة تهدف إلى تسليط الضوء على معاناة غزة تحت الحصار، وهو ما يعكس إدراكاً متزايداً في الغرب لخطورة الممارسات الإسرائيلية وانعكاساتها الإنسانية.
احتجاجات أوروبية متصاعدة
ولفت خضر إلى أن ردود الأفعال الأوروبية لم تقتصر على المستوى الرسمي فقط، بل امتدت إلى الشارع والنقابات العمالية، حيث تشهد العديد من المدن الأوروبية موجة احتجاجات متنامية ضد الهجوم الإسرائيلي.
وأشار إلى أن هذه التظاهرات الشعبية اليومية تعكس تحوّلاً في المزاج العام الأوروبي، الذي بات ينظر إلى حصار غزة باعتباره قضية أخلاقية تتجاوز الحسابات السياسية التقليدية.
موقف النقابات العمالية
وكشف خضر أن اتحاد العمال الإيطالي أعلن بشكل صريح أنه إذا أقدمت إسرائيل على مهاجمة "أسطول الصمود"، فسيمتنع عن السماح للسفن الإسرائيلية بالرسو أو تحميل شحناتها من الموانئ الإيطالية، وهو تهديد اقتصادي مباشر يضع تل أبيب في مواجهة مع قطاع حيوي من الاقتصاد الأوروبي.
وأضاف أن الموقف نفسه تبنته نقابات عمال الموانئ في إسبانيا، حيث اتخذوا خطوات عملية بوقف تحميل السفن المتجهة إلى إسرائيل، سواء كانت إسرائيلية أو دولية، طالما كانت تحمل مساعدات عسكرية أو إمدادات لجيش الاحتلال.
قضية ضمير عالمي
وشدد خضر على أن الحصار الإسرائيلي لم يعد قضية سياسية فحسب، بل تحوّل إلى قضية ضمير عالمي وأوروبي على وجه الخصوص. فالممارسات الإسرائيلية تعيد إلى الأذهان مشاهد مظلمة من الحقبة النازية والفاشية، حيث كان يُستخدم الغذاء كسلاح حرب ويتم استهداف المدنيين على أساس الهوية.
واختتم خضر حديثه بالتأكيد على أن "أسطول الصمود" لم يعد مجرد مبادرة رمزية، بل أصبح نقطة تحوّل تضع إسرائيل في مواجهة مع الرأي العام الأوروبي والعالمي، وتفتح الباب أمام مزيد من الضغوط الشعبية والاقتصادية التي قد تعيد صياغة المشهد السياسي الدولي تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.