وول ستريت: أمريكا تدرس تزويد أوكرانيا بالصواريخ والمعلومات لضرب العمق الروسي

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، اليوم الخميس أن الولايات المتحدة ستشارك معلومات استخباراتية مع أوكرانيا بشأن توجيه ضربات عميقة داخل روسيا.
وقال مسؤولون إن إدارة ترامب تدرس أيضا تسليم صواريخ توماهوك وباراكودا، فضلا عن صواريخ أخرى أمريكية الصنع تطلق من الأرض ومن الجو.
استهداف منشآت الطاقة
وأوضحت التقارير أن إدارة ترامب ستزود أوكرانيا بالمعلومات الاستخباراتية لإطلاق صواريخ بعيدة المدى ضد منشآت الطاقة في عمق روسيا، وفقا لوول ستريت جورنال.
وكشف الزعيم الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأسبوع الماضي أنه طلب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صواريخ توماهوك خلال اجتماع في نيويورك.
ضرب العمق الروسي
ويدرس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أيضا إرسال أسلحة قوية إلى كييف لتعزيز قدرتها على ضرب أهداف أعمق داخل الأراضي الروسية، وهي الخطوة التي قد تثبت خطورتها على موسكو عندما تقترن بقرار تبادل المعلومات الاستخباراتية، حسبما ذكرت وول ستريت جورنال.
علاوةً على ذلك، سمح ترامب مؤخرًا لأجهزة الاستخبارات والبنتاجون بمساعدة أوكرانيا في الضربات، وصرح مسؤولون أمريكيون بأنهم يطلبون أيضًا من حلفاء الناتو تقديم دعم مماثل لكييف.
ويكشف التطور الجديد بعد توسيع نطاق تبادل المعلومات الاستخباراتية والإمدادات المحتملة للأسلحة إلى كييف، عن دعم ترامب المتزايد لأوكرانيا وسط توقف محادثات السلام.
وقال مسؤولون إن هذه هي المرة الأولى التي تساعد فيها الولايات المتحدة أوكرانيا في شن ضربات بصواريخ بعيدة المدى ضد البنية التحتية الروسية للطاقة.
وأشار التقرير إلى أن قدرة أوكرانيا الجديدة على ضرب مصافي النفط وخطوط الأنابيب ومحطات الطاقة وغيرها من البنية التحتية البعيدة عن حدودها، بمساعدة الاستخبارات والأسلحة الأمريكية، سوف تؤدي إلى هدفها المتمثل في حرمان روسيا من الإيرادات والنفط لدعم الاستقرار الاقتصادي في مواجهة غزوها.
وقال مسؤولون إن إدارة ترامب تدرس أيضًا تسليم صواريخ توماهوك وباراكودا، بالإضافة إلى صواريخ أخرى أمريكية الصنع تُطلق من الأرض والجوّ، يصل مداها إلى حوالي 800 كيلومتر، ومع ذلك، لم يُتخذ أي قرار بشأن نوع الصواريخ المُراد إرسالها، إن وُجدت.
وفيما يتعلق بتبادل المعلومات الاستخباراتية مع كييف، ينتظر المسؤولون الأمريكيون تعليمات مكتوبة من البيت الأبيض قبل بدء العملية، وفق ما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن مسؤول.
وفي الأسبوع الماضي، كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه طلب من دونالد ترامب صواريخ توماهوك، فيما قال نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس إن الإدارة تدرس طلب أوكرانيا.
وأعطت إدارة ترامب مؤخرا الضوء الأخضر لبيع ذخائر هجومية بعيدة المدى، وهي صواريخ تطلق من الجو ويمكنها قطع مسافة تتراوح بين 150 و280 ميلا، إلى أوكرانيا، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال.
يأتي هذا التطور الأخير بعد أيام قليلة من تعبير ترامب عن استيائه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلاً إن أوكرانيا قد تتمكن من استعادة جميع أراضيها التي استولت عليها.
واستنادًا إلى معلومات استخباراتية أمريكية جديدة، وصف ترامب موسكو بأنها "نمر من ورق"، وقال إن التقرير يُظهر أن الكرملين يتجه نحو الدمار الاقتصادي والهزيمة في ساحة المعركة نتيجة غزوه الشامل لأوكرانيا.
وفي وقت سابق، قال ترامب إن أوكرانيا لا تستطيع الفوز في المعركة ضد روسيا دون أن تكون قادرة على توجيه ضربات داخل أراضيها.
بينما كانت أوكرانيا تشن هجمات بطائرات مسيرة داخل أراضيها، قيدت إدارة ترامب استخدامها لأعنف الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية التي تتشاركها. كما أوقف ترامب شحنات أنظمة الصواريخ التكتيكية للجيش (ATACMS)، التي أُرسلت في البداية إلى أوكرانيا في عهد إدارة جو بايدن.
بالإضافة إلى ذلك، راجع البنتاجون جميع الطلبات كلما رغب الأوكرانيون في استخدامها. ولهذا السبب، لم تتمكن أوكرانيا من إطلاق صواريخ أتاكمز الأمريكية، التي يصل مداها إلى حوالي 190 ميلًا، ورفض البنتاجون طلب أوكرانيا باستخدام الصواريخ ضد هدف روسي في مناسبة واحدة على الأقل.
كان ترامب قد وعد بالتوسط لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في أوكرانيا منذ أيام حملته الرئاسية العام الماضي، إلا أن عرضه الأولي بمنح حوافز اقتصادية وتجارية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين باء بالفشل.
توقفت المحادثات بين القادة الروس والأمريكيين للتفاوض على اتفاق لوقف إطلاق النار من شأنه أن ينهي الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات ونصف، بعد سلسلة من الاجتماعات بين الجانبين.
وقد ألمح الرئيس الأمريكي الآن إلى أنه قد يبدأ باتباع مسار مختلف، ففي الأسبوع الماضي، خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال: "اعتقد الجميع أن روسيا ستنتصر في هذه الحرب في غضون ثلاثة أيام، لكن الأمور لم تسر على هذا النحو. كان من المفترض أن تكون مجرد مناوشة سريعة. هذا لا يُحسّن صورة روسيا".
في وقت سابق من هذا الأسبوع، ردّ الكرملين على تقارير حول احتمال إرسال أمريكا أسلحةً قويةً إلى أوكرانيا، وصرح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، يوم الاثنين، بأن موسكو تُحلل بعناية تصريحات واشنطن بشأن تسليم صواريخ توماهوك إلى أوكرانيا.
مع ذلك، رحّب المسؤولون الأوروبيون بإدارة ترامب، وقد استثمرت ألمانيا بالفعل نحو 350 مليون دولار في تطوير القدرة الصناعية الأوكرانية لتصنيع قدرات كييف في مجال الضربات العميقة.