مسجد العارف بالله قبلة المواطنين في سوهاج.. أنشئ في القرن الثامن الهجري وتحول إلى مأوى للصالحين

الجمعة 28/مارس/2025 - 01:40 م

يعتبر مسجد العارف بالله من أكبر المساجد في محافظة سوهاج، ويقصده مئات المواطنين من مختلف مدن ومراكز وقرى ونجوع المحافظة؛ لآداء صلاة الجمعة والتراويح والعيدين، كما تقام بالمسجد كافة الفعاليات الدينية الرسمية، مثل الاحتفال بليلة القدر، والعام الهجري، والإسراء والمعراج، وغير ذلك من الاحتفاليات الأخرى، بحضور محافظ الإقليم والقيادات التنفيذية والشعبية.

وملحق بالمسجد من الجهة الغربية مقام العارف بالله، ويفتح على صحن المسجد، ويقصده الزائرين رجال وسيدات لتبارك به، وطلب الزواج والإنجاب والشفاء، وللعارف بالله مولد سنوي بداية شهر يوليو، ويشهده الآلاف من أصحاب الطرق الصوفية من مختلف أنحاء الجمهورية، وتقيم غالبية الطرق الصوفية أماكن خدمة بساحة المسجد؛ لتقديم الطعام والمشروبات لزورها، وتشهد الليلة الختامية للمولد تأمينات مكثفة من قِبل قوات مديرية أمن سوهاج.

كما يضم المسجد مكتب لإمام المسجد وضيوفه من أئمة مديرية أوقاف سوهاج، وكذلك مكتبة كبيرة تضم أمهات الكتب، ودار مناسبات وقاعة اجتماعات لأهالي المنطقة، ومصلى سيدات، وبسبب أهمية المكان الدينية أدخلت المحافظة ساحة المسجد ضمن خطة التطوير الشاملة، فأجلت الباعة الجائلين المتواجدين من أمامه وأقامت لهم أكشاك بجوار سور السكة الحديد.

ويتبع مسجد العارف بالله إدارة أوقاف بندر سوهاج برئاسة الشيخ عبدالعاطي مزيد، وله إمامان هما الشيخ محمد السيد، والدكتور أحمد عبدالحميد، وله عدة عمال؛ للقيام على تنظيفه ورعايته؛ بسبب كبر مساحته وزيادة عدد دورات المياه بالمكان.

وأنشئ مسجد العارف بالله في القرن الثامن الهجري، وأعيد بناؤه مرتين، في عام 1968، والثانية عام 1993، حتى أصبح بتصميم معماري وإسلامي مميز، وللمسجد مئذنتان وقبة ضخمة تخطي الصحن، ويمتاز مسجد العارف بمساحته الكبيرة التي تصل إلى حوالي 7 آلاف متر.

والشيخ العارف بالله صاحب المسجد والضريح ولد في 4 ذي القعدة عام 724 هجرية بدولة المغرب الشقيق، ويسمى الشريف العارف بالله ابن الشريف إسماعيل ابن الشريف علي السميدع ابن السيد عبدالمتعال اليماني، ويرجع نسبه إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله محمد عليه الصلاة السلام، ودرس الفقه والحديث والسنة وجاء لمصر منذ القدم وحكم مديرية جرجا حينها.

وعن روحانيات مسجد العارف بالله، قال حمدي عبدالمجيد معلم وأحد أهالي مدينة سوهاج، إنه حريص على التواجد دائمًا في مقام العارف بالله خاصة قبل أداء الصلوات بالمسجد، مضيفًا أنه يجد الراحة النفسية داخل المكان، مشيرًا إلى أن المقام يكون مزدحم جدًا خاصة بعد صلاة الجمعة، بالمواطنين الذين يتوافدون لآداء الصلاة بالمسجد وزيارة المقام.

فيما أوضح العم أحمد عبدالسلام مزارع من مركز ومدينة طهطا، أنه كلما يأتي لمدينة سوهاج لابد أن يزور مقام العارف بالله لقراءة الفاتحة والدعاء، مضيفًا أن بعض السيدات والرجال أصحاب الحاجة يأتون لزيارة مقام العارف بالله بنية الدعاء لتيسير أمورهم سواء الزواج أو الشفاء، أو غير ذلك من الحاجات.