من 1973 إلي 2023.. نصف قرن من الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي|تحليل عبري

نشر موقع «نزيف» العبري، تحليل جديد اليوم الخميس، يكشف عن حجم الفشل الاستخباراتي الذي تعاني منه الدولة العبرية منذ عام 1973.
وكشف الموقع العبري، أنه من حرب يوم الغفران في عام 1973 إلى طوفان الأقصي في السابع من أكتوبر 2023، يظل الفشل الاستخباراتي هو القاسم المشترك في أكبر الكوارث التي هزت إسرائيل. كلا الحدثين وقعا في التوقيت ذاته تقريبًا، بعد خمسين عامًا بالتمام، وأثبتا أن غياب ما يُعرف بـ"المعرفة الذهبية" أي المعلومة الدقيقة عن موعد الهجوم، حجمه، وأهدافه يمثل الثغرة الأخطر في منظومة الأمن القومي الإسرائيلي.
ما هي "المعرفة الذهبية"؟
تتمثل "المعرفة الذهبية" في المعلومة الدقيقة عن ساعة الصفر، خطة الهجوم، وعدد القوات المهاجمة. هذه المعرفة تسمح بتعبئة جيش الاحتياط، الاستعداد الدفاعي، أو حتى تنفيذ ضربة استباقية. في حرب 1973، ورغم توفر إشارات كثيرة، تجاهلت القيادة الإسرائيلية التحذيرات ولم تُعبئ قواتها بالشكل المطلوب.
أما في هجوم 7 أكتوبر 2023، فقد كان الفشل أعمق، لم تكن هناك أي "معرفة ذهبية" من الأساس، ما أدى إلى نجاح الهجوم المفاجئ وسقوط مئات القتلى والمختطفين.

التشابه والاختلاف بين 73 و23
في يوم الغفران عام 1973، بطبيعة الحال، كانت هناك كمية كبيرة من المعلومات المتراكمة القادمة من مصادر مختلفة، بعضها أجنبية، حول تقييمات الجيشين المصري والسوري للحرب، وحجم القوات، وطريقة القتال، وحتى أهداف الحرب وتاريخ الهجوم، لكن غياب التقدير و"النوم في المفهوم" أدى إلى كارثة يوم الغفران.
وبالتالي فقد تسبب هذا الفشلخسائر فادحة جداً ونجاح ساحق للجيش المصري. ولم يكن هناك تعبئة واسعة النطاق للاحتياطيات، ولا هجوم استباقي، ولا تقييم مناسب لقوات جيش الدفاع الإسرائيلي في منطقة الحدود.

أما في الـ2023، لم تكن هناك معلومات دقيقة على الإطلاق؛ كان جهاز الاستخبارات غافلاً عن الحراسة، لم تكن هناك معلومات محددة عن تاريخ الهجوم، أو نطاق القوة المهاجمة، أو أسلوب عمل المهاجمين، ما جعل الإخفاق أكثر جسامة وفضح عمق الثغرات الاستخباراتية.
فشل جهاز الشاباك.. يمثل صدمة تاريخية
وفي كلا الفشلين الذريعيين، يقع العبء الأكبر على جهاز "الشاباك" وشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن غزة، إلى جانب الحكومة ومجلس الأمن القومي. وبينما يُنظر إلى فشل 1973 كـ"صدمة تاريخية"، يُعد فشل 2023 دليلاً على قصور مزمن لم يُعالج عبر نصف قرن، بل تكرر في صورة أكثر مأساوية.