محلل سياسي: بند تسليم سلاح المقاومة في خطة ترامب تقتل غزة

علّق المحلل السياسي لقاء مكي على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، حيث عبّر عن استنكاره لبعض البنود الواردة في الخطة، خاصة ما يتعلق بنزع سلاح المقاومة، معتبرًا أن مثل هذا الشرط يُفرغ المقاومة من مضمونها ويمس بحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه.
تعليق "لقاء مكي" على خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة
وجاء ذلك عبر تغريدة نشرها على صفحته الرسمية بمنصة "إكس" قائلأً: «حول موضوع السلاح وتفصيله ضمن المقاومة نعم، السلاح هو (تفصيل) في فكرة المقاومة، هو وسيلة لتحقيق هدف التحرير، ومعه (تفصيلات) ووسائل أخرى، مهمة أيضا تستخدم كل حسب الظروف والسياق، هذا الفكرة ليست اختراعا جديدا، بل هي من ثوابت التاريخ، وتحديدا في حركة المقاومة الفلسطينية، وإن كان البعض افتقر للمعرفة التاريخية أو الوعي السياسي، فلا يجوز أن يكون ما يكتب من تدوينات موجها لاسترضاء أحد منهم، ولن تكون هذه أيضا أدوات (تعليمية) لمن فاتته المعرفة أو نقص عنده الوعي، ولم تتوافر عنده شروط الحوار وأدب الحديث، أو من خاض مع الخائضين من غير أن يفهم مغزى الأمر وأصل ما نشر ونصه، استرضاء الناس ليس هدفا ولن يكون».
وأضاف المحلل السياسي: «الحقيقة هي الهدف، والحقيقة هي أن حركات التحرر تهدف لتحقيق هدف سياسي، تستخدم فيه السلاح والإعلام والعمل الشعبي والدبلوماسية وسواها كل حسب وقته وظرفه وحاجته لتحقيق الهدف السياسي، وكل ما يستخدم خارج هذا الهدف بما فيه السلاح، سيكون عبئا وخللا وربما يتسبب بخسارة كبيرة تدمر إنجازات سابقة، انتفاضة الحجارة لم يكن فيها سلاح، ولا حتى سلاح أبيض، لكنها حققت في حينها منجزات عظيمة للقضية الفلسطينية، هذا لا يعني ان الحجارة أمضى من السلاح دوما، فللأمر سياقه وشروطه، لكن لا يجوز أبدا التغافل عن (تفاصيل) أخرى في تاريخ المقاومة، ومنها الأدب والفكر والصحافة»
وأكمل: «ألم تقتل إسرائيل غسان كنفاني وناجي العلي وكمال ناصر وأبو يوسف النجار وكمال عدوان وماجد أبو شرار ووائل زعيتر وعز الدين القلق وعبد الوهاب الكيالي وسواهم كثير رغم انهم لم يحملوا بندقية، لكنهم اوجعوا إسرائيل وأسهموا في وضع القضية الفلسطينية على طاولة العالم، بل كان لبعضهم أدوارا تفوق أدوار المقاتلين، ألم تقتل إسرائيل في غزة أكثر من 250 صحفيا كي تمنع الحقيقة، هل كان دور هؤلاء أقل من السلاح، وهل كان دور السلاح سيظهر أصلا لولاهم».
وأردف المحلل السياسي: «هذه (تفاصيل) في تاريخ المقاومة لا يحق لأحد أن يتجاهلها بوعي أو بدونه، ولا يجوز التخلي عن التذكير بها لمجرد أن بعض الغاضبين ممن ينقصه الوعي أو يفيض عنده الحماس يقوم بالترهيب بفحش القول، ولكن هل الحديث عن (تفصيل) السلاح يعني حكما التخلي عنه في هذه اللحظة التاريخية كما فهم الغاضبون؟ أولا أنا أعرف تماما رمزية السلاح عند المقاتلين والخطورة المعنوية للتخلي عنه، وأدرك أيضا أن ما بقي عند حماس من سلاح في غزة، لم يعد يتعدى الأسلحة الفردية التي لا تهدد إسرائيل مثلما كانت تفعل الصواريخ والطائرات المسيرة، لكن العدو يريد تدميرا معنويا لفكرة المقاومة من خلال صورة (نزع) سلاحها، ولذلك فلم تتضمن تدوينتي أية إشارة لمفردة (نزع) السلاح أو مرادفاتها، لكن البعض فهم الأمر على طريقته وحسب مخاوفه، وسار الآخرون وراءه دون تمحيص».
واختتم المحلل السياسي لقاء مكي تغريدته، قائلًا: «إشارتي لموضوع السلاح كان بشكل خاص لأن ما ورد في خطة ترامب حول تجريد غزة من السلاح، وقد جاء في مقدمتها كان يمثل تحديا في التعامل مع الخطة، لا ينبغي الوقوف عنده، لأن التفاصيل الأخرى أكثر خطورة وأفضل في الدحض ورد الخطة لمن أطلقها، ذلك أمر فيه تفاصيل كثيرة ليس هذا مكانه، لكن المهم أن موضوع سلاح المقاومة هو جزء من قدرة المقاومة على المناورة لتحقيق هدف سياسي يفرض شروطا تفاوضية أفضل ويحسن او يعيد كتابة خطة انهاء الحرب، وعدم السماح لأمريكا او إسرائيل باستخدام رفض حماس لخطة ترامب – وهو المتوقع- في تجييش العالم ضد المقاومة وامتصاص زخم ما تحقق من نجاحات على مستوى التأييد الدولي للشعب الفلسطيني، ورغم أني أعجب لحال المزايدين والمتنطعين والطامحين للشعبوية، على سرعتهم في التسبب بالأذى وبث الكراهية، الا أني أتفهم بالطبع حال الخائفين على مستقبل المقاومة والراغبين بمعرفة الحقيقة وإن كان بغلاظة القول».
وكانت قد أفادت تقارير فلسطينية مقربة من حماس، اليوم الأربعاء، أن الحركة تسعى إلى إدخال تغييرات على بنود رئيسية في اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في غزة، وخاصة فيما يتعلق بنزع السلاح.
وبحسب وكالة "فرنس برس"، من بين البنود التي يسعى مسؤلو حماس تغيرها في خطة ترامب بشأن وقف الحرب في غزة - نزع السلاح وضمانات الانسحاب الإسرائيلي.
حماس تحذر: خطة الرئيس الأمريكي لوقف الحرب بقطاع غزة سترفض على الأرجح
أكد مسؤول كبير في حركة حماس لشبكة "بي بي سي" البريطانية، اليوم الأربعاء أن حركة المقاومة سترفض على الأرجح خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة.
وأضاف المصدر أن خطة ترامب للسلام "تخدم مصالح إسرائيل" و"تتجاهل مصالح الشعب الفلسطيني".
وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أن حماس تعارض عدة بنود رئيسية في الخطة الأمريكية.
وتشمل هذه المقترحات مطالبة حماس بنزع سلاحها، ودخول ما يسمى بقوة الاستقرار الدولية للسيطرة على غزة مع انسحاب حماس وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وإطلاق سراح جميع الرهائن الثمانية والأربعين الذين تحتجزهم خلال أول 72 ساعة من اعتماد الاتفاق.
ويعد إطلاق سراح الرهائن ونزع سلاح حماس من الشروط الأساسية لإسرائيل لإنهاء الحرب، وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقبوله خطة ترامب، التي كشف عنها الرئيس ترامب إلى جانب رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وأشادت مجموعة من الدول العربية ودول أخرى بالخطة، بينما أبدى المشاركون العرب في الوساطة استيائهم من إدخال نتنياهو تعديلات على خطة ترامب في اللحظة الأخيرة، والتي تتعلق بإبطاء الانسحاب الإسرائيلي من غزة وتقويض إقامة دولة فلسطينية، وفقا لموقع "أكسيوس" الأمريكي.
وأعلنت حماس أنها تدرس الخطة، وطالبها ترامب بالرد خلال أيام قليلة. كما أشار تقرير سعودي حديث إلى تشكيك حماس في الخطة.
معاريف: الجيش الإسرائيلي لا يعول على خطة ترامب
وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية، في تقريرها اليوم الأربعاء، إنه في ظل انتظار رد حماس على خطة ترامب، يكثف جيش الاحتلال الإسرائيلي ضغوطه لإجلاء سكان غزة، وحذر متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي باللغة العربية من إغلاق أحد الطرق جنوب المدينة.
وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي إدرعي، أن شارع رشيد في المدينة سيُغلق أمام حركة المرور القادمة من جنوب قطاع غزة اليوم (الأربعاء) الساعة 12:00، وسيسمح بالحركة جنوبًا لمن لا يستطيعون مغادرة مدينة غزة، والآن يسمح جيش الاحتلال الإسرائيلي بالحركة جنوبًا بحرية دون رقابة - وفقًا للإعلان.
ووفقا لتقرير، تعمل حاليا 5 فرق تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي داخل قطاع غزة، وقد سعت حماس إلى تعزيز سيطرتها على المدينة ومحيطها المباشر، مستغلةً تمركزها بين السكان المدنيين، مما يسمح لها بشن حرب عصابات فعّالة، ويشمل ذلك، من بين أمور أخرى، إطلاق قذائف الهاون والصواريخ المضادة للدبابات على قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب شن غارات على القوات المتمركزة.