عاجل

نادر نور الدين: الفيضان في السودان محدود وينحسر.. ومصر لن تتأثر

الدكتور نادر نور
الدكتور نادر نور الدين

أكد الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، أن منسوب مياه الفيضان في السودان بدأ في التراجع والانحسار، وأن الحياة في طريقها للعودة إلى طبيعتها هناك، موضحًا أن ما حدث لم يكن فيضانًا كاسحًا وإنما مجرد "إنذار أحمر" وفق النظام السوداني، أي أن المياه تجاوزت ضفتي النهر ببطء دون أن تجرف البشر أو تدمر الحقول والمنازل.

مصر لن تتأثر

وأضاف «نور الدين» في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، أن مصر لن تتأثر بهذه الفيضانات، مشيرًا إلى أن بحيرة السد العالي قادرة على استيعاب أي كميات إضافية من المياه قادمة من إثيوبيا.

وأوضح، أن مصر كانت تسعى دائمًا للتوصل إلى اتفاق حول قواعد الملء والتشغيل لسد النهضة، ومع انتهاء مرحلة الملء، فإن إدارة وتشغيل السد أصبحت الأهم في هذه المرحلة، بحيث يتناسب حجم التخزين مع عدد التوربينات العاملة، وأن يتم تشغيل جميع التوربينات وفق المعدلات العالمية لضمان ضخ كميات كافية من المياه لمصر والسودان.

أسلوب التصرف سواء بالتخزين أو بتصريف الفائض

وشدد أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، على ضرورة إخطار السودان ومصر مسبقًا بأي كميات سيتم ضخها من بحيرة السد الإثيوبي، حتى تتمكن الدولتان من تدبير الفراغات اللازمة في خزاناتهما، خاصة السدود السودانية ذات السعات المحدودة مثل سد الروصيرص وسنار ومروي، وصولًا إلى السد العالي في مصر الذي ينظم تدفقات المياه ويصرف الفائض عبر مفيض توشكى.

وأوضح"نور الدين"، أن المياه تنساب طبيعيًا من السودان إلى مصر وفق الانحدار الطبيعي للنهر، وأن مصر لا تستطيع سحب مياه الفيضان من السودان، بل تتعامل معها فقط بعد وصولها لتحديد أسلوب التصرف سواء بالتخزين أو بتصريف الفائض.

وأكد أن إثيوبيا مازالت تتعمد الإضرار بمصر والسودان، سواء عبر الفيضانات في سنوات الوفرة أو عبر الجفاف في سنوات الشح، من خلال الإصرار على إدارة مياه النهر بشكل منفرد بعيدًا عن مبدأ التشارك .

واتهمت مصر اليوم الأربعاء، إثيوبيا بالتسبب في الفيضانات الكارثية التي تضرب مناطق مختلفة في السودان، مشيرة إلى أن غياب التنسيق بشأن تشغيل سد النهضة فاقم الأزمة.

وقال بدر عبد العاطي، وزير الخارجية، في تصريحات صحفية اليوم الأربعاء، على هامش قمة ميونيخ المنعقدة في مدينة العلا، إن "عدم التنسيق بشأن سد النهضة أدى إلى فيضانات مروعة في السودان"، مشددًا على أن أديس أبابا تتصرف بشكل أحادي رغم التحذيرات المتكررة من دولتي المصب.

وأضاف عبد العاطي: "نهر النيل ليس نهرًا محليًا يخضع لإرادة دولة واحدة، بل نهر دولي تحكمه اتفاقيات وقوانين ملزمة"، محذرًا من كارثة أكبر في حال تعرض المنطقة لـ"جفاف ممتد قد يستمر لـ5 أعوام"، وهو سيناريو يحدث كل 50 عامًا، وقد تكون له آثار مدمرة على مصر والسودان معًا.

 

<strong>فيضان السودان</strong>
فيضان السودان

الخرطوم تغرق.. والشقيلاب تتحول إلى جزيرة

ورصدت كاميرات الإعلام والناشطين في جنوب العاصمة السودانية الخرطوم مشاهد درامية من أحياء غمرتها المياه بشكل كامل، خاصة في منطقة الشقيلاب التي بدت وكأنها جزيرة محاطة بالماء من كل جانب، حيث لجأ السكان إلى القوارب الصغيرة للتنقل بين منازلهم المحاصرة.

ويعود ارتفاع منسوب النيل الأبيض هذا العام إلى معدلات غير مسبوقة مقارنة بالسنوات السابقة، وهو ما ربطه خبراء ومراقبون بتأثيرات مباشرة لامتلاء سد النهضة الإثيوبي، والذي تخطى سعة التخزين خلال موسم الفيضان، دون تنسيق أو ضبط مع دولتي المصب.

أزمة مزمنة.. وسد خارج السيطرة

يشار إلى أن مشروع سد النهضة، الذي بدأت إثيوبيا بناءه قبل أكثر من عقد، لا يزال موضع خلاف بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا، إذ لم تفض جولات التفاوض المتعددة إلى أي اتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل السد، رغم الوساطات الأفريقية والدولية.

 

<strong>سد النهضة</strong>
سد النهضة

مصر تتهم إثيوبيا بالتسبب في فيضانات السودان

وتتهم مصر إثيوبيا بانتهاج سياسة "فرض الأمر الواقع"، في حين تبرر الأخيرة خطواتها بأنها تهدف لتوليد الكهرباء وتحقيق التنمية. لكن في المقابل، يرى محللون أن التحكم غير المنظم في مياه النيل قد يحوّل السد من أداة تنمية إلى أداة تهديد إقليمي، خاصة في ظل أزمات المناخ والتغيرات البيئية.

 

تم نسخ الرابط