مقتل سفير جنوب أفريقيا في باريس.. هل تكشف التحقيقات عن خلفيات سياسية؟

أفادت وكالة “رويترز”، مقتل سفير جنوب أفريقيا لدى جمهورية فرنسا، نكوسيناثي إيمانويل "ناثي" مثيثوا، إثر سقوطه من الطابق 22 بأحد الفنادق في العاصمة الفرنسية باريس.
لا تزال التحقيقات غامضة حتى الآن، ولكن بعض المحللون رجحوا أن وفاة مثيثوا لم تكن حادثة انتحار عادية، بل جريمة قتل مُدبرة، حيث كانت جنوب إفريقيا من أبرز منتقدي أفعال إسرائيل في غزة، ورفعت دعوى أمام المحكمة العليا للأمم المتحدة في ديسمبر 2023، بأن حرب إسرائيل على الأراضي الفلسطينية ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، وهو ما نفته دولة الاحتلال.
رسالة مقلقة
وبحسب وكالة رويترز، قالت زوجة مثيثوا أنه أرسل لها رسالة مقلقة تُوحي بأنه خائف ثم اختفى فجأة، أمس الإثنين، دون ذكر تفاصيل الرسالة.
وقال صرح مكتب المدعي العام في باريس لوكالة فرانس برس، أن مثيثوا، البالغ من العمر 58 عامًا، كان قد "حجز غرفة في الطابق الثاني والعشرين، حيث فُتحت نافذتها المؤمنة بالقوة"، وأضاف أن جثة مثيثوا، وهو مساعد مقرب من رئيس جنوب أفريقيا السابق جاكوب زوما، عُثر عليها "مباشرةً بجوار الفندق".
مسيرة سفير جنوب أفريقيا لدى جمهورية فرنسا السياسية
يعد سفير جنوب أفريقيا لدى جمهورية فرنسا، أحد أبرز السياسيين في جنوب أفريقيا خلال العقود الثلاثة الماضية، حيث شغل عدة مناصب وزارية رفيعة، من بينها:
- وزير الفنون والثقافة في جنوب أفريقيا من مايو 2014 حتى عام 2019.
- وزير الرياضة والفنون والثقافة من 2019 إلى 2023.
- وزير الشرطة من مايو 2009 إلى مايو 2014.
- وزير السلامة والأمن من سبتمبر 2008 إلى مايو 2009.
كما لعب دورًا رئيسيًا في البرلمان الجنوب أفريقي، حيث كان عضوًا فيه منذ عام 2002 وحتى 2023، بالإضافة إلى ترؤسه لجنة المعادن والطاقة بين عامي 2004 و2008.
قيادة داخل الحزب الحاكم
سفير جنوب أفريقيا لدى جمهورية فرنسا، كان أحد القيادات البارزة داخل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي (ANC)، إذ شغل عضوية اللجنة التنفيذية الوطنية للحزب -وهي أعلى هيئة لصنع القرار- منذ عام 2007 حتى 2022. كما كان عضوًا في لجنة العمل الوطنية المسؤولة عن الإدارة اليومية للحزب، وعضوًا فعالًا في فرع كينغ دينجيسوايو في إقليم كوازولو ناتال.
في عام 1990، انتُخب أول أمين فرع لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي في منطقة كلارووتر، وارتبط اسمه منذ بداياته بالشباب والنضال النقابي.
نشاط نقابي ونضالي مبكر
انخرط مثيثوا في العمل النقابي والسياسي منذ سن الخامسة عشرة، حيث انضم إلى منظمة شباب كلارواتر، وترأسها بين عامي 1987 و1989. كما عمل مندوبًا في نقابة عمال الأغذية والحلفاء (FAWU)، حيث جُنّد في العمل السري ضمن الجناح العسكري لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي (uMkhonto We Sizwe) خلال عملية "Vula" عام 1988.
وفي عام 1989، تم اعتقاله خلال حالة الطوارئ التي فرضها نظام الفصل العنصري، وشغل لاحقًا عدة مناصب في منظمات شبابية ونقابية، منها:
- سكرتير دعاية لمؤتمر شباب جنوب أفريقيا (SAYCO) في جنوب ناتال.
- رئيس اتحاد العمال العاطلين عن العمل في جنوب ناتال.
- منظّم اتحاد عمال المطاعم التجارية والحلفاء (SACCAWU).
- رئيس جمعية سكان كلارووتر في عام 1996.
- أدوار تنظيمية في الحزب
بين عامي 1990 و1994، شغل منصب السكرتير الإداري والإقليمي لرابطة شباب المؤتمر الوطني الأفريقي، وتدرّج ليصبح عضوًا في اللجنة التنفيذية الوطنية للرابطة، حيث ترأس قسم التنظيم السياسي والتثقيف.
وفي بداية الألفية، تم تعيينه ضمن فريق التنظيم الوطني لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي.
أدوار أخرى بارزة
سفير جنوب أفريقيا لدى جمهورية فرنسا، كان أيضًا ضمن مجلس إدارة اللجنة المنظمة المحلية لكأس العالم 2010، حيث ساهم في التحضيرات لهذا الحدث الرياضي العالمي الذي استضافته جنوب أفريقيا لأول مرة في تاريخ القارة الأفريقية.