أعراض لا تتجاهلها.. 10 علامات تؤكد أنك مدمن أطعمة فائقة التصنيع

أظهرت دراسة حديثة أن عددًا متزايدًا من البالغين يظهرون علامات إدمان الأطعمة فائقة التصنيع (UPFs)، وهي أطعمة تشمل الحلويات، الوجبات السريعة، المشروبات الغازية، والمنتجات المعبأة الغنية بالدهون والسكر والملح.
وأشارت الدراسة إلى أن المشكلة أكثر وضوحًا بين النساء في الخمسينيات والستينيات من العمر، حيث تنتمي هذه الفئة إلى جيل نشأ في فترة أصبحت فيها الأطعمة فائقة التصنيع متاحة بكثرة في المتاجر، ومروّجًا لها بشكل واسع عبر وسائل الإعلام
ما هي الأطعمة فائقة التصنيع؟
تتميز هذه الأطعمة بأنها منتجات خضعت لعمليات تصنيع معقدة، تضيف إليها نكهات ومواد حافظة ومحسنات طعم، مما يجعلها جذابة وسهلة الاستهلاك، لكنها في الوقت ذاته منخفضة القيمة الغذائية، ومليئة بالمكونات التي تزيد من مخاطر السمنة وأمراض القلب والسكري.
ملامح الإدمان
الدراسة كشفت أن إدمان هذه الأطعمة لا يختلف كثيرًا عن إدمان المواد الأخرى مثل الكحول أو التدخين، تظهر الأعراض على شكل رغبة شديدة في تناول الطعام، محاولات متكررة وفاشلة للتقليل منه، أعراض انسحابية عند الامتناع، وتجنب أنشطة اجتماعية خوفاً من الإفراط في الأكل.
النساء أكثر عرضة من الرجال
بخلاف الإدمان على الكحول أو المخدرات الذي غالبًا ما يكون أكثر شيوعًا بين الرجال، تبين أن النساء أكثر عرضة للإدمان على الأطعمة فائقة التصنيع يعود ذلك وفقاً للباحثين، إلى تسويق مكثف استهدف النساء في الثمانينيات بما يسمى الأطعمة "الدايت"، مثل البسكويت قليل الدسم والوجبات المجمدة منخفضة السعرات، ورغم الترويج لها كخيارات صحية، فإنها في الواقع صممت لتثير الرغبة في الاستهلاك المتكرر.
التأثير على الصحة البدنية
أظهرت النتائج أن النساء ذوات الوزن الزائد بين سن الخمسين والثمانين أكثر عرضة للإدمان على الأطعمة فائقة التصنيع بمعدل 11 مرة مقارنة بالنساء ذوات الوزن الطبيعي.
أما الرجال الذين يعانون من السمنة في العمر نفسه، فاحتمالية الإدمان لديهم أعلى بمعدل 19 مرة، هذه الأرقام توضح العلاقة الوثيقة بين الوزن الزائد وبين السلوك الغذائي القهري.
الصحة النفسية والعزلة الاجتماعية
العامل النفسي والاجتماعي يلعب دورًا كبيرًا أيضًا الرجال الذين يعانون من اعتلالات نفسية متوسطة أو شديدة وجد أنهم أكثر عرضة للإدمان بأربع مرات مقارنة بمن يتمتعون بصحة نفسية جيدة وبالمثل، فإن الأفراد الذين يعيشون في عزلة اجتماعية معرضون لخطر الإدمان بمعدل ثلاث مرات أكثر من غيرهم.
اختلاف بين الأجيال
البيانات أوضحت أن جيل "إكس" أي من هم في الخمسينات والستينات حاليًا هو الأكثر تأثيرًا، حيث نشأ أفراده في بيئة غذائية مشبعة بالأطعمة فائقة التصنيع، أما كبار السن ممن تتراوح أعمارهم بين 65 و80 عامًا، فقد ظهرت لديهم معدلات أقل بكثير من الإدمان، إذ لم تكن هذه الأطعمة متوفرة بنفس الدرجة خلال فترة شبابهم.
مخاطر مستقبلية على الأجيال القادمة
الأطفال والمراهقون اليوم يستهلكون نسبًا أعلى من السعرات الحرارية من الأطعمة فائقة التصنيع مقارنة بما كان عليه الحال في أجيال سابقة، إذا استمر هذا الاتجاه، فمن المرجح أن يشهد المستقبل معدلات أعلى من الإدمان على هذه الأطعمة، مع ما يصاحبه من زيادة في الأمراض المزمنة ومشكلات الصحة العامة.
آلية تقييم الإدمان
استخدم الباحثون مقياسًا معياريًا يعرف بـ Yale Food Addiction Scale لتشخيص الحالات، المقياس يحدد 13 مؤشرًا للإدمان، تتراوح بين الرغبة الملحة، فقدان السيطرة، الأعراض الانسحابية، والتأثير على العلاقات الاجتماعية، النتائج أوضحت أن نسب الإدمان على الأطعمة المصنعة بين البالغين تفوق بكثير نسب إدمان الكحول أو التدخين في الفئة العمرية نفسها.
المجتمع تحت ضغط التسويق
جزء كبير من المشكلة يرتبط أيضًا بالبيئة الغذائية والتسويق، فشركات الأغذية لا تزال تقدم منتجاتها في عبوات جذابة وتربطها بأسلوب حياة صحي أو سريع، في حين أن محتواها الغذائي ضعيف، هذا النوع من "التسويق المضلل" يزيد من صعوبة مقاومة هذه الأطعمة، خصوصاً بين من يسعون للتحكم في الوزن أو يبحثون عن بدائل سريعة التحضير.
الحاجة إلى تدخل مبكر
يشدد الباحثون على أن التدخل المبكر أمر ضروري لتقليل مخاطر الإدمان طويلة المدى، يشمل ذلك التوعية الغذائية منذ سن الطفولة، ووضع سياسات تحد من تسويق هذه المنتجات للأطفال والنساء، بالإضافة إلى تشجيع خيارات غذائية طبيعية وصحية.