عاجل

العشري: زيارة رئيس الإمارات لمصر تعكس توافقًا استراتيجيًا وتفتح آفاقًا جديدة

زيارة رئيس الإمارات
زيارة رئيس الإمارات لمصر

قال الكاتب الصحفي أشرف العشري، مدير تحرير جريدة الأهرام، إن الزيارة التي يقوم بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة إلى القاهرة تأتي في توقيت شديد الأهمية، وتعكس عمق العلاقات الثنائية والتنسيق الاستراتيجي بين البلدين، خاصة في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة.

 العلاقات بين القاهرة وأبوظبي ليست وليدة اللحظة

وأوضح العشري في مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز أن العلاقات بين القاهرة وأبوظبي ليست وليدة اللحظة، بل هي علاقات ممتدة ومتجذرة منذ تأسيس دولة الإمارات، مشيرًا إلى أن الزيارة تعكس استمرار التشاور والتنسيق المتصاعد بين القيادتين المصرية والإماراتية في مختلف الملفات السياسية والاقتصادية.

وأشار إلى أن اللقاء بين الزعيمين يأتي في ظل مبادرة أمريكية جديدة تهدف إلى التوصل لوقف شامل لإطلاق النار في قطاع غزة، وهي المبادرة التي تتوافق إلى حد كبير مع الرؤية المصرية، التي طالما دعت إلى التهدئة وحقن الدماء الفلسطينية.

ونوه العشري إلى أن مصر والإمارات تلعبان دورًا محوريًا في دعم استقرار المنطقة، من خلال مقاربات بناءة في ملفات متعددة، مثل ليبيا واليمن والسودان، مشددًا على أن البلدين يتمتعان بثقل سياسي ودبلوماسي يُمكّنهما من التأثير في مسار الأزمات الإقليمية.

درجة عالية من التفاهم بين القاهرة وأبوظبي

وأكد أن هناك درجة عالية من التفاهم بين القاهرة وأبوظبي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، خاصة أن مصر كانت الوسيط الرئيسي في وقف إطلاق النار مرتين خلال السنوات الماضية، في حين تواصل الإمارات دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني.

وأضاف "العشري" أن هناك تنسيقًا مشتركًا بين مصر والإمارات مع الولايات المتحدة، خصوصًا في ظل المساعي الأمريكية الحالية بقيادة الرئيس دونالد ترامب لإطلاق مبادرة جديدة لوقف إطلاق النار في غزة، مشيرًا إلى أن الإمارات ومصر وفرتا الغطاء السياسي والدبلوماسي اللازم لدعم هذه المبادرة.

وتابع أن لقاء ترامب مع نتنياهو المرتقب خلال الساعات القادمة في واشنطن قد يكون حاسمًا، خاصة بعد المؤشرات الإيجابية التي ظهرت في تصريحات نتنياهو الأخيرة، والتي قد تعني قبولًا مبدئيًا ببنود المبادرة، إذا ما مورست عليه الضغوط الأمريكية اللازمة.

الكارت العربي والإسلامي

وأوضح العشري أن الولايات المتحدة استخدمت ما وصفه بـ"الكارت العربي والإسلامي"، بعد أن تلقى ترامب رسائل واضحة من القمة العربية الإسلامية الأخيرة، تفيد بضرورة إنهاء الحرب في غزة، حفاظًا على العلاقات الأمريكية مع حلفائها العرب.

وأشار إلى أن تراجع مصداقية الدور الأمريكي في المنطقة بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة، خاصة تجاه دول مثل قطر، دفع واشنطن إلى إعادة تقييم موقفها، والضغط باتجاه التهدئة في غزة.

واختتم العشري تصريحاته بالتأكيد على أن مصر، بحكم موقعها ودورها التاريخي، تظل الطرف الأقدر على إدارة الملف الفلسطيني، بما تملكه من أدوات دبلوماسية وعلاقات مع مختلف الأطراف، في حين تُكمل الإمارات هذا الدور من خلال دعمها الإنساني والسياسي، وهو ما يعزز من فرص نجاح المبادرة الأمريكية الحالية، إذا ما توافرت الإرادة الدولية الحقيقية.

تم نسخ الرابط