عاجل

بوتين يوقع على قانون انسحاب روسيا من الاتفاقية الأوروبية لمنع التعذيب

الرئيس الروسي فلاديمير
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

أعلن موقع حكومي روسي أن الرئيس فلاديمير بوتين وقع، اليوم الإثنين، على قانون رسمي يقضي بانسحاب روسيا من الاتفاقية الأوروبية لمنع التعذيب، في خطوة تنهي أكثر من عقدين من ارتباط موسكو بإحدى أبرز آليات الرقابة الأوروبية على حقوق الإنسان.

وكان البرلمان الروسي قد صوّت في وقت سابق لصالح الانسحاب من الاتفاقية التي صادقت عليها موسكو لأول مرة عام 1998. وبحسب نص التشريع الذي أقره النواب، فإن هذا الانسحاب جاء كرد فعل على رفض المجلس الأوروبي تعيين ممثل روسي في اللجنة المشرفة على تنفيذ الاتفاقية.

ضربة لجهود الرقابة على حقوق السجناء

وكانت وكالة "تاس" الروسية قد نقلت أن الرئيس بوتين قدّم مشروع القانون إلى مجلس الدوما، في وقت سابق، كجزء من موقف سياسي متصاعد تجاه المؤسسات الأوروبية.

ويُعد الانسحاب من الاتفاقية بمثابة إلغاء آخر نافذة مراقبة أوروبية على أوضاع السجون ومراكز الاحتجاز في روسيا، حيث كانت اللجنة الأوروبية لمنع التعذيب الجهة الوحيدة المتبقية لمتابعة هذا الملف عقب طرد موسكو من مجلس أوروبا عام 2022، على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية.

ورغم عضوية روسيا في الاتفاقية منذ عام 1997، إلا أن منظمات حقوق الإنسان لطالما انتقدت انتشار التعذيب والمعاملة المهينة في أقسام الشرطة ومراكز الاحتجاز الروسية. كما أفاد أسرى الحرب الأوكرانيون الذين تم تبادلهم بأنهم تعرضوا لتعذيب خلال احتجازهم في روسيا.

ما هي الاتفاقية الأوروبية لمنع التعذيب

تعد الاتفاقية الأوروبية لمنع التعذيب، التي تم توقيعها في عام 1987، من المعاهدات الأساسية التابعة لمجلس أوروبا، وهو أكبر منظمة حكومية دولية تعنى بحقوق الإنسان في القارة الأوروبية. وقد سعت الاتفاقية إلى وضع آليات فعالة لمراقبة معاملة السجناء والمحتجزين في الدول الموقعة عليها.

وبررت موسكو قرار الانسحاب بأن عدم السماح لها بالمشاركة في اللجنة المعنية بتنفيذ الاتفاقية يفقد الاتفاقية معناها بالنسبة لها، معتبرة أن الأمر أصبح "أحادي الجانب".

روسيا ترد على مزاعم الناتو بشأن اختراق المجال الجوي: "لن نسمح بانتهاك سيادتنا"

في سياق آخر، صعّد الكرملين لهجته تجاه تصريحات حلف شمال الأطلسي (الناتو) بشأن ما وصفه بانتهاكات روسية للمجال الجوي الأوروبي.

وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، ردًا على تصريحات الأمين العام للناتو، إن "روسيا لن تسمح بأي انتهاك لمجالها الجوي"، مشددًا على أن موسكو "دولة ذات سيادة وسترد بالشكل المناسب".

ورداً على سؤال حول موقف موسكو من أي محاولات لاستهداف طائراتها، أجاب بيسكوف:"نحن دولة ذات سيادة، كيف تتوقعون أن نرد؟".

تحذيرات من إسقاط الطائرات الروسية

بحسب شبكة روسيا اليوم، فقد سبق لبيسكوف أن حذر من أن تصريحات حلف الناتو بشأن إسقاط طائرات روسية ستكون لها "عواقب خطيرة"، واصفًا هذه التصريحات بأنها "غير مسؤولة تمامًا".

وأكد بيسكوف أن بلاده تلتزم بالقوانين الدولية خلال تحليق طائراتها العسكرية، ورفض ما وصفه بـ"مزاعم لا أساس لها" تتعلق بانتهاك الطائرات الروسية للمجال الجوي الأوروبي.

اتهامات متبادلة بين الناتو وموسكو

وتأتي تصريحات الكرملين ردًا على مزاعم بعض دول الناتو، خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، بأن روسيا انتهكت المجال الجوي لدول مثل إستونيا وبولندا، ففي 19 سبتمبر، زعمت إستونيا أن 3 طائرات روسية دخلت مجالها الجوي دون إذن لمدة 12 دقيقة قبل أن يتم إجبارها على التراجع.

أما رئيس وزراء بولندا دونالد توسك، فقد صرح في 10 سبتمبر بأن طائرات روسية مسيّرة شكلت "خطرًا" على بلاده، وتم إسقاطها، دون تقديم أي أدلة ملموسة.

وفي المقابل، نفت موسكو هذه المزاعم جملة وتفصيلاً، متهمة خصومها الغربيين بـ"تصعيد التوترات بشكل غير مبرر" واستخدام المجال الجوي كذريعة لتمرير سياسات معادية لروسيا.

تم نسخ الرابط