عاجل

مصر دولة مؤسسات عبر التاريخ وتسريبات عبدالناصر خبر دليل.. خبير سياسي يوضح

لؤي الخطيب
لؤي الخطيب

علّق الكاتب الصحفي لؤي الخطيب على الخطاب الأخير للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، والذي أعيد تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي في ذكرى رحيله، مشيرًا إلى ما تضمنه الخطاب من دعوة واضحة لاعتماد الحل السلمي من أجل استرداد الضفة الغربية وغزة والقدس.

وأشاد الخطيب بموقف عبد الناصر، مؤكدًا أن مصر كانت – ولا تزال – تقدم الحلول السياسية والدبلوماسية منذ عام 1970، في مسعى دائم للحفاظ على الحقوق العربية دون اللجوء إلى التصعيد.

وجاء ذلك عبر  تغريدة تم نشرها على صفحته الرسمية بمنصة على "إكس":  جمال عبد الناصر في التسجيل الأخير كان بيتكلم سنة ١٩٧٠ عن الحل السلمي لاسترداد الضفة وغزة والقدس، يعني التمسك المصري بالحلول السياسية مش وليد اللحظة ولا نتاج سياسة السنين الأخيرة.. المؤسسات المصرية أدركت قيمة السياسة والدبلوماسية، ضمن دروس النكسة اللي اتسلمت من جيل لجيل.. علشان كده كلام الرئيس السيسي عن الهدوء والحكمة مش بس طبيعة شخصية، هو كمان ابن للدولة اللي استقرت فيها الأفكار دي.. وبالمناسبة، محطات زي دي بتخليني فعلا أضحك على أي حد بيحب يبان مثقف فيقول إن مصر مش دولة مؤسسات، اللي هو لا قراية تاريخ ولا استيعاب حتى للواقع.. بس ما علينا!

 

وكان قد أناب الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى للمشاركة فى إحياء الذكرى السنوية للزعيم الراحل  جمال عبد الناصر .

وقام الفريق أول عبد المجيد صقر بوضع إكليل من الزهور على ضريح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وقراءة الفاتحة ترحماً على روحه الطاهرة .

ثورة يوليو المجيدة 

كما إلتقى بأسرة الزعيم الراحل ونقل لهم إعتزاز الرئيس عبد الفتاح السيسى، بالدور التاريخى للرئيس الراحل جمال عبد الناصر وجهوده فى دعم قضايا الأمة، مشيراً إلى أن التاريخ المصرى يزخر بما حققته ثورة يوليو المجيدة من إنجازات حمل لواءها الرئيس  جمال عبد الناصر .

 

وأكد القائد العام للقوات المسلحة أن مسيرة الزعيم الراحل ستظل نبراساً مضيئاً تستلهم من إرثه الأجيال المتعاقبة قيم الكفاح والنضال من أجل رفعه الأوطان .

الانفتاح السياسي

وفي سياق أخر، تشهد الدولة المصرية اليوم مرحلة فارقة من تاريخها السياسي، حيث بات الانفتاح السياسي عنوانًا لمرحلة جديدة تتصدرها دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة استعادة الكفاءات وإفساح المجال أمام جميع الآراء، في مشهد يؤكد أن مصر تسير بخطى واثقة نحو بناء حياة سياسية أكثر نضجًا وتوازنًا.

المتابع للمشهد يلحظ أن الإعلام، كمرآة للمجتمع، عاد ليأخذ مكانه الطبيعي في مقدمة الحراك الوطني، شريكًا في تشكيل وعي الرأي العام، ومنصةً للحوار المسؤول الذي يعكس التعددية ويحتضن اختلاف وجهات النظر. هذه العودة ليست مجرد خطوة تقنية، بل انعكاس لإرادة سياسية واضحة تهدف إلى تعميق المشاركة المجتمعية وتوسيع دائرة النقاش العام.

 

لقد أدركت القيادة المصرية أن بناء دولة قوية لا يكتمل إلا بفتح الباب أمام العقول والكفاءات الوطنية، وإعادة الاعتبار لصوت الخبرة والفكر، بعد سنوات كانت فيها بعض الطاقات مهمشة أو غائبة. الدعوة إلى عودتهم ليست تكريمًا لأشخاص، بل استثمارًا في طاقات مصرية قادرة على الإضافة وصناعة الفارق، كما يعكس قوة وثبات الرئيس السيسي الذي وجه بنفسه نحو ضرورة الانفتاح ومنع التهميش والإقصاء إدراكًا منه أن مصر تقف على أرض صلبة لاتهزها كلمة.

إن الانفتاح السياسي الذي نعيشه اليوم لا ينفصل عن مشروع الدولة الشامل للتنمية والبناء، بل يأتي مكملًا  له، فالتنمية الاقتصادية تحتاج إلى مناخ سياسي صحي، قائم على الشفافية والتنوع والقبول بالآخر. هذا ما يجعل اللحظة الراهنة فرصة تاريخية لإعادة صياغة العلاقة بين الدولة والمجتمع على أساس من الشراكة والثقة المتبادلة.

 

ولعل الرهان الأكبر يكمن في أن يتحول هذا الانفتاح إلى ممارسة يومية داخل المؤسسات السياسية والإعلامية والمدنية، بحيث يجد المواطن نفسه شريكًا حقيقيًا في صناعة القرار، لا مجرد متلقٍ له. فالمجتمعات الحية لا تبنى بالصوت الواحد، وإنما بتعدد الأصوات التي تلتقي على أرضية وطنية مشتركة.

إن مصر، وهي تدخل هذه المرحلة الجديدة، تفتح الباب واسعًا أمام مستقبل سياسي يليق بتاريخها العريق وحاضرها المليء بالتحديات والفرص. وما بين الإرادة السياسية والرغبة المجتمعية، يبقى الأمل قائمًا في أن تتحول هذه الانطلاقة إلى مسار مستدام يعزز مكانة الدولة ويمنح المواطن شعورًا أعمق بالانتماء والمشاركة.

تم نسخ الرابط