عاجل

الإفتاء: تعزية أهل الميت من مكارم الأخلاق.. وللمُعزِّي ثواب عظيم يوم القيامة

عزاء
عزاء

أكدت دار الإفتاء المصرية أن مواساة الناس وتعزيتهم عند فقدهم عزيزًا تُعد من أعظم القربات التي يُثاب عليها المسلم في الدنيا والآخرة، وهي من الأخلاق الطيبة التي دعا إليها الإسلام، وحرص على ترسيخها بين أفراد المجتمع المسلم، لما فيها من جبر الخاطر، وتسكين الحزن، وتخفيف ألم المصيبة.

حكم تعزية أهل الميت

وقالت الدار، في بيان رسمي لها، إن تعزية المسلم لأخيه عند فقد الأحبة تُدخل في باب التنفيس عن المكروب، والإعانة على البلاء، وهو ما وعد عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالأجر الجزيل، مستشهدة بما رواه الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:«مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ... وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ».

وأوضحت الدار أن التعزية في الإسلام لا تقتصر على مجرد كلمات تقال، بل هي عبادةٌ اجتماعية تحمل في طياتها معاني الرحمة والتراحم، ودعوة للصبر والاحتساب، ومشاركة وجدانية لأهل الميت.

التعزية.. معناها وفضلها

نقلت دار الإفتاء عن الإمام الخطيب الشربيني في "مغني المحتاج"، تعريفه للتعزية بأنها:"التسلية عمن يُعزَّى عليه، وهي أمرٌ بالصبر، ووعدٌ بالأجر، وتحذيرٌ من الجزع، ودعاءٌ للميت بالمغفرة، وللمصاب بجبر المصيبة".

وأضافت أن الشرع الشريف رغّب في التعزية ووعد المُعزِّي بالأجر والثواب، مستشهدة بما رواه الإمام الترمذي وابن ماجه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:«مَنْ عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ».

كما رُوي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:«مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَزِّي أَخَاهُ بِمُصِيبَةٍ، إِلَّا كَسَاهُ اللهُ مِنْ حُلَلِ الْكَرَامَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» – رواه ابن ماجه.

التعزية سنة نبوية ومظهر من مظاهر التكافل

وأشارت دار الإفتاء إلى أن تعزية المسلم لأخيه المصاب لا تُشترط في وقت معين، بل تكون في أي وقت يُرجى فيه التخفيف من حزنه ومواساته، وأنها مستحبة باتفاق الفقهاء، لما فيها من تسكين النفس، وحثّ على الصبر واحتساب الأجر.

ونقلت عن الإمام الرافعي قوله:"تعزية أهل الميت مستحبة، ومعناها حملهم على الصبر، وتسكينهم بالوعد بالأجر".

وختمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن الدين الإسلامي جاء لجبر القلوب المنكسرة، وأن تعزية المسلم لأخيه المسلم هي عمل نبيل، ومظهر من مظاهر التكافل الاجتماعي الذي يُقرّبه العبد إلى ربه، ويعكس جمال الأخلاق الإسلامية.

ودعت الدار جميع المسلمين إلى الحرص على أداء هذا الواجب الإنساني والديني في مثل هذه المواقف، خاصة في زمن كثرت فيه الفتن والمحن، مؤكدة أن الكلمة الطيبة والدعاء الصادق في أوقات المصاب قد يكون لهما أعظم الأثر في تهدئة النفوس وجبر القلوب.

تم نسخ الرابط