جمال صلاح: من عالم البنوك إلى صدارة الإعلام والعلاقات العامة برؤية مبتكرة

في زحمة الحياة المهنية، كثيرون يسيرون في مسارات مألوفة، لكن جمال صلاح، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة POD للعلاقات العامة والإعلام، اختار طريقًا مختلفًا، طريق الشغف والإبداع. 

وفي حوار صريح ضمن بودكاست “حكايات مدير” الذي تقدمه الإعلامية والخبيرة التسويقية نهي سعد، كشف جمال صلاحح عن محطات مهمّة في مسيرته المهنية، بدأت من عالم البنوك قبل نحو عشر سنوات، وصولًا إلى تأسيس واحدة من أبرز شركات العلاقات العامة في مصر. وقد أثبت صلاح أن النجاح لا يأتي إلا لمن يسعى إليه بجد واجتهاد وجرأة.

من البنوك إلى الإعلام: بداية مختلفة ونهاية ناجحة

وبدأ جمال صلاح رحلته المهنية في القطاع المصرفي، حيث اكتسب خبرات واسعة في التخطيط واتخاذ القرار، إلا أن شغفه بالتواصل وصناعة التأثير قاده إلى عالم العلاقات العامة والإعلام عمل داخل مؤسسة “اليوم السابع”، وهناك تعرّف عن قرب على تحديات الصحافة والإعلام، رغم أنه لم يكن صحفيًا، ما منحه رؤية مختلفة دفعته إلى التفكير خارج الصندوق.

وقرر صلاح الانتقال إلى المجال الإعلامي بجرأة، مدفوعًا برغبته في أن يكون له دور مؤثر في صناعة الأخبار وتشكيل الرأي العام، وهو ما كان نقطة انطلاق حقيقية لمسيرته في العلاقات العامة.

تأسيس POD: فكرة تحولت إلى كيان مؤثر

وأسس جمال صلاح شركة POD لتكون همزة وصل بين العملاء والمؤسسات الإعلامية، ولتقديم نموذج جديد في العلاقات العامة قائم على الفهم العميق لطبيعة العمل الصحفي ومتطلبات السوق الإعلامي.

نجحت الشركة في زمن قياسي أن تكون جزءًا من الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، أكبر منظومة إعلامية في مصر، وهو إنجاز يعكس حجم التأثير والاحتراف الذي تقدمه POD في مجالها.

قرارات تصنع الفارق

وشدد صلاح خلال اللقاء على أهمية اتخاذ القرارات الجريئة في الوقت المناسب، موضحًا أن السعي المستمر للنجاح يتطلب استعدادًا للمخاطرة والتغيير.

وأكد أن شركته ساهمت في تحويل مؤسسات إعلامية خاسرة إلى كيانات رابحة، وهو ما يُعد من أبرز نجاحات الشركة في السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن كل قرار مهم يُتخذ بحكمة واستراتيجية مدروسة.

دوره في صناعة العلاقات العامة والبراند

ويعد جمال صلاح من أبرز الشخصيات التي ساهمت في تطوير مفهوم العلاقات العامة في مصر، مؤكّدًا أن شركات العلاقات العامة ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل جسرًا بين العملاء والجمهور ، وأسس مع فريقه منهجيات جديدة لبناء سمعة المؤسسات، وإدارة الأزمات الإعلامية، وتعزيز العلامة التجارية (البراند) بطريقة احترافية، مستفيدًا من خبراته السابقة في البنوك وفهمه العميق للسوق الإعلامي.

رؤية مستقبلية وتحول رقمي

في ظل تحديات العصر والتحولات الاقتصادية والإعلامية، أدرك جمال صلاح أهمية التحول الرقمي في قطاع العلاقات العامة، مؤكّدًا أن POD كانت من أوائل الشركات التي اعتمدت أدوات رقمية مبتكرة لتقديم خدماتها على مدار الساعة، وهذا التحول الرقمي ساعد الشركة على النمو المستمر والبقاء في الصدارة، حيث أصبح بإمكانها إدارة الحملات الإعلامية وتحليل بيانات الجمهور بدقة أكبر، ما يعزز من قدرة العملاء على اتخاذ قرارات استراتيجية قائمة على معلومات دقيقة.

القدرة على الابتكار والتجديد

يؤكد جمال صلاح أن السر الحقيقي للنجاح في العلاقات العامة والإعلام يكمن في الابتكار المستمر، وعدم الاكتفاء بالنجاحات السابقة.

فالشركة تعتمد على فرق شابة ومبدعة، تعمل على تطوير حلول مبتكرة تلبي احتياجات العملاء، مع الحفاظ على الجودة والمهنية في كل مشروع يتم تنفيذه.

الاستفادة من الخبرات المتنوعة

وجمع جمال صلاح خلال مسيرته، بين خبراته المصرفية ومهاراته الإعلامية، ليصنع نموذجًا فريدًا في عالم العلاقات العامة، قادر على التعامل مع مختلف التحديات بأسلوب احترافي.

وهذا المزج بين الخبرة والتجربة العملية يمنحه ميزة تنافسية أمام الشركات الأخرى، حيث يستطيع تقديم حلول شاملة تتماشى مع طبيعة السوق المصرية ومتطلبات المؤسسات الحديثة.

التحديات وكيفية مواجهتها

وأكد أن التعامل مع التحديات يتطلب المرونة، والقدرة على اتخاذ قرارات سريعة مدروسة، مع الحفاظ على رؤية واضحة لأهداف الشركة والعملاء على حد سواء، ولم يخلُ طريق جمال صلاح من التحديات، سواء في تأسيس الشركة أو إدارة الأزمات الإعلامية.

رسالة للأجيال الجديدة

وأضاف: "من يريد أن يكون مؤثرًا وناجحًا، يجب أن يكون لديه الشغف الحقيقي، وأن يكون مستعدًا لتحمل المخاطر، ومواجهة الفشل كجزء من الرحلة نحو القمة".

واختتم حديثة حديثه برسالة واضحة للشباب الذين يطمحون لدخول مجال العلاقات العامة والإعلام النجاح لا يأتي بالتمني، بل بالإصرار، الجرأة، والرغبة في التعلم المستمر.