عاجل

محمود مسلم: الموقف المصري في غزة "الأشرف والأكثر نزاهة"

غزة
غزة

في خضم التفاعلات الإقليمية والدولية المرتبطة بالحرب في غزة، برزت تصريحات الكاتب الصحفي محمود مسلم، لتؤكد على ثبات الموقف المصري ودوره المحوري في الدفاع عن القيم الإنسانية والسياسية في المنطقة. فقد اعتبر مسلم أن الموقف المصري يعد "الأشرف والأكثر نزاهة"، في ظل ما تشهده الساحة من محاولات للضغط على مصر أو التشكيك في دورها.

وأشار مسلم، خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج بالورقة والقلم المذاع عبر فضائية "TeN"، مساء الأحد، إلى أن الحديث عن إنهاء الحرب يرتبط بتعهدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، موضحًا أن نجاحه في وقف النزاع سيكون حدثًا تاريخيًا قد يمنحه استحقاقًا لنيل جائزة نوبل للسلام، أما في حال فشله فلن يكون جديرًا بها.

 

نتنياهو يرفض حل الدولتين

توقف مسلم عند الموقف الإسرائيلي، مؤكدًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يصر على إنهاء حركة حماس، بينما يرفض بشكل قاطع أي حديث عن حل الدولتين. واعتبر أن هذا التعنت الإسرائيلي ساهم في إطالة أمد النزاع، بل وأدى إلى "تدمير الإنسانية والقيم والمؤسسات الدولية منذ السابع من أكتوبر 2023"، وفق وصفه.

وأضاف أن استمرار التصعيد في غزة يعكس غياب الإرادة الحقيقية لدى الجانب الإسرائيلي لإيجاد تسوية عادلة، وهو ما يجعل أي مبادرة أمريكية أو دولية رهينة بمواقف إسرائيل المتشددة.

 

رهان على التعهدات الأمريكية

أوضح مسلم أن التعهدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف الحرب هي محل متابعة دقيقة من مختلف الأطراف، معربًا عن أمله في أن يتمكن من الوفاء بها، بما يعيد بعض التوازن إلى النظام الدولي الذي تضرر بشدة جراء الحرب. ولفت إلى أن إنهاء النزاع سيفتح الباب أمام مراجعة شاملة لآليات السلام في المنطقة، بما يعيد الاعتبار لفكرة الحل السياسي القائم على العدالة.

كما أشار إلى أن نجاح الولايات المتحدة في هذه المهمة لن يكون فقط إنجازًا سياسيًا، بل سيُسجَّل في التاريخ كخطوة فارقة في مسار الصراع العربي–الإسرائيلي، ويعيد الثقة في دور المؤسسات الدولية التي اهتزت صورتها عالميًا.

 

الموقف المصري بين الضغوط والحنكة

شدد مسلم على أن مصر واجهت خلال الأزمة ضغوطًا غير مسبوقة، خاصة فيما يتعلق بمحاولات التهجير القسري للفلسطينيين إلى سيناء، إلا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تصدى لها بحزم. 

وأكد أن هذا الموقف أعاد صياغة وجهة النظر الأوروبية تجاه ما يجري في غزة، إذ أدركت العديد من الدول أن القاهرة تتحمل عبئًا كبيرًا دفاعًا عن القضية الفلسطينية وعن استقرار المنطقة.

وأضاف أن إدارة مصر للأزمة عكست حنكة سياسية ودبلوماسية متوازنة، جعلت من الموقف المصري محورًا أساسيًا في أي حوار دولي بشأن الحرب.

 

التماسك الشعبي خلف القيادة

أشار مسلم إلى أن الشعب المصري يزداد تمسكًا بقيادته كلما تعرضت البلاد لضغوط خارجية أو مزايدات سياسية. وأوضح أن هذا الالتفاف الشعبي يعكس وعيًا متناميًا بأن الدولة تدافع عن مصالح الأمة بأمانة، وأن مصر ليست مجرد طرف مراقب، بل شريك أساسي في تحديد مسار الأحداث بالمنطقة.

وأكد أن رؤية المصريين تتسق تمامًا مع رؤية الدولة في التعامل مع الأزمة، وهو ما يمنح صانع القرار ثقة أكبر في مواجهة التحديات الخارجية.

 

مصر تتحمل الأعباء وتدفع الثمن

اختتم مسلم حديثه بالتأكيد على أن مصر تتحمل أعباءً جسيمة في سبيل الحفاظ على ثوابتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، رغم الضغوط السياسية والاقتصادية المتزايدة. وشدد على أن الدور المصري سيظل ركيزة أساسية في حماية الأمن القومي العربي، وأن القاهرة ستبقى لاعبًا لا غنى عنه في أي ترتيبات مستقبلية تخص المنطقة.

 

تم نسخ الرابط