حوش الباشا يخضع لعملية ترميم دقيقة بعد تضرره بالمياه الجوفية

أثار مصير "حوش الباشا"، المدافن الخاصة بأسرة محمد علي باشا، تساؤلات عديدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في ظل ما تشهده بعض المناطق المحيطة من هدم للمقابر.
وفي هذا السياق، كشف مصدر مسؤول بالمجلس الأعلى للآثار لـ"نيوز رووم" أن "حوش الباشا" أثر مسجل ويخضع حاليًا لعملية ترميم دقيقة وشاملة، بعدما وصلت حالته المعمارية إلى وضع سيئ، وتضررت حوائطه بفعل المياه الجوفية.
وأوضح المصدر أن مشروع الترميم انطلق في يناير 2024 ومن المقرر أن ينتهي في ديسمبر 2025، ليعاد بعدها فتح الحوش أمام الزيارة من جديد.
وأشار إلى أن الترميم يتم على مستويين: معماري شامل لترميم المبنى والحفاظ على تكوينه، إضافة إلى ترميم دقيق للزخارف والنقوش الفريدة التي تميز هذا الأثر التاريخي العائد إلى عهد أسرة محمد علي باشا، بما يعيد له رونقه وأصالته كأحد المعالم البارزة في تاريخ مصر الحديث.
حوش الباشا في القاهرة
في عام 1805م، اشترى محمد علي باشا أرض “حوش إبراهيم باشا” ليبني عليها مقبرتين له ولأسرته، وفي عام 1816م، بعد وفاة ابنه طوسون باشا أقيمت تركيبة فخمة لقبره وزيادة القباب المحيطة، وفي عام 1830م، بُنيت قبتان جديدتان ضمتا 15 مدفنًا لأفراد الأسرة العلوية، وفي عام 1883م، أنشأ الخديوي توفيق مقصورة دفن خاصة لوالدته شفق نور هانم، وفي أوائل القرن العشرين، وضمن أعمال تطوير القاهرة، أمر الملك فاروق بإعادة بناء المدخل الرئيسى وتوحيد واجهة الحوش.
التحليل المعماري
يتألف الحوش من مجموعة من القباب الكبيرة والصغيرة المرتكزة على أعمدة حجرية مربعة، مع قبة رئيسية تقع فوق المدخل، وتظهر الواجهة الحجرية بعقود مدببة بسيطة وعمودين من الجرانيت الأحمر على جانبي الباب الخشبي، وتزدان الأضرحة بنقوش نباتية وهندسية إسلامية بارزة من المرمر الإيطالي والألباستر، وعليها كتابات بالتركية والعربية تمجد أصحاب القبور، ويعلو بعض القبور قبة بارزة أو طربوش تركي مطلي بالأحمر.
القباب والأعمدة
ترتفع فوق الحوش 7 قباب تحملها أعمدة حجرية، والقباب مزخرفة بأشكال هندسية ومنحوتات دقيقة
الزخارف والمواد
تحوي واجهات القبور ألواحًا رخامية منقوشة يدوياً بآيات قرآنية وأبيات شعر مدح ورثاء، والمدخل الرئيسي له قبة صغيرة، تؤدي إلى صالة كبيرة يتفرع منها ممران يفضيان إلى حديقة المدفن، وتُعد النقوش المقرنصة والأبواب الخشبية المزخرفة من أبرز عناصر الزخرفة المعمارية في الحوش.
الشخصيات المدفونة فيه
طوسون باشا (1794-1816)
المعروف بـ«طوسون باشا» ثاني أبناء محمد علي باشا والي مصر قاد عدة حملات جهة نجد ضد الدولة السعودية الأولى.
إبراهيم باشا (1789–1848)
الابن الأكبر لمحمد علي باشا، والي على مصر في عهد والده لفترة قصيرة عام 1848م، قاد حملات عسكرية كبيرة وهزم الدولة السعودية الأولى، له في حوش الباشا ضريح هرمي من ثلاث طبقات رخامية مزخرفة.
عباس حلمي الأول (1813–1854)
خديوي مصر من 1848 إلى 1854، حفيد محمد علي باشا، وابن محمد توفيق ابن الخديوي إسماعيل، عُرف عنه اهتمامه الشديد بالآثار، شُيِّد له ضريح من ثلاث طبقات حجرية منقوشة بزخارف نباتية.
محمد سعيد باشا (1822–1863)
رابع حكام الأسرة العلوية وآخر أبناء محمد علي باشا ذكراً، حكم مصر من 1854 إلى 1863م، وهو صاحب مشروع قناة السويس الذي اتمه إسماعيل، له ضريح في حوش الباشا نقشت عليه آيات قرآنية ويعلوه طربوش تركي
عين الحياة قادين (تُوفيت 1849)
الزوجة الأولى لمحمد علي باشا ووالدة محمد سعيد باشا، أنجبت ابنها سعيد في 1822م، وترملت قبل تولي ابنها العرش، دُفنت بحوش الباشا بجانب ابنها.
شفق نور هانم (1833–1884)
الزوجة الأولى للخديوي إسماعيل ووالدة الخديوي توفيق، كانت جارية ثم تزوجها إسماعيل بأمر الباب العالي، ورزق منها ابنًا وحيدًا هو الخديوي توفيق، والد عباس حلمي الثاني، رغم بعدها العاطفي عن إسماعيل، يُعد ضريحها من أفخم الأضرحة النسائية في الحوش
الملك فاروق (1920–1965)
آخر ملوك الأسرة العلوية (حكم 1936–1952)، وتم دفنه في حوش الباشا في الستنينات، ثم نقل رفاته في عهد السادات إلى جامع الرفاعي في المقابر الملكية والتي مدفون فيها إسماعيل وخوشيار هانم وأحمد فؤاد الأول.