المعادن النفيسة تسجل صعودًا قياسيًا عالميًا.. والذهب يقود المشهد بدعم السياسات

تواصل الأسواق العالمية تسجيل موجة صعود تاريخية للمعادن النفيسة، يتصدرها الذهب الذي ارتفع بنسبة 43% منذ بداية العام، تليه الفضة بنسبة 55%، ثم البلاتين بنسبة 71%، في أداء هو الأقوى منذ عام 1979.
وبحسب بيانات بنك أوف أمريكا، شهدت صناديق الذهب تدفقات استثنائية بلغت 5.6 مليارات دولار في أسبوع واحد، و17.6 مليار دولار خلال أربعة أسابيع، وهو رقم قياسي جديد. كما سجل صندوق SPDR Gold Shares، أكبر صندوق مؤشرات مدعوم بالذهب عالميًا، أكبر تدفق يومي بأكثر من 18 طنًا الأسبوع الماضي، في إشارة لعودة الطلب الاستثماري بقوة، خصوصًا من البنوك المركزية وعلى رأسها بنك الشعب الصيني.
ارتفاع الديون السيادية
ويرى محللون أن هذه المكاسب ليست عرضية، بل تعكس عوامل كلية، أبرزها ارتفاع الديون السيادية، وتنامي الطلب الرسمي على الذهب، وضعف الدولار المتوقع مع توجه الفيدرالي نحو خفض الفائدة. البيانات الأمريكية الأخيرة أظهرت تباطؤ التضخم، إذ سجل مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي 2.9% في أغسطس، ما عزز رهانات الأسواق على خفض الفائدة في أكتوبر وديسمبر.
كما أشار عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي إلى هشاشة سوق العمل، في وقت أبدى فيه المستثمرون مخاوف من احتمالية إغلاق حكومي جديد بالولايات المتحدة. كل ذلك عزز مكانة الذهب كملاذ نقدي آمن بديل للدولار.
ولم يكن الذهب وحده المستفيد؛ إذ ارتفعت الفضة إلى أعلى مستوياتها في 14 عامًا متجاوزة 46 دولارًا للأوقية، كما واصل البلاتين تحقيق مكاسب قوية مدعومًا بزيادة الطلب الصناعي وتراجع الإمدادات من جنوب إفريقيا. ويتوقع الخبراء استمرار موجة الصعود خلال الربع الأخير من العام مع ترقب الأسواق لبيانات اقتصادية أمريكية جديدة ستحدد مسار السياسة النقدية المقبلة.