نجاة من الهزيمة ومصالحة من المحروسة.. تفاصيل عودة باسم يوسف

عاد اسم باسم يوسف بالتربع على ساحات التواصل الإجتماعي مرة أخرى، بعد اعلان شبكة ON المصرية عن انطلاق سلسلة لقاءات حصرية مع الإعلامي المنفي، ضمن برنامج «كلمة أخيرة» الذي يقدمه الإعلامي أحمد سالم، وذلك ابتداءً من يوم 7 أكتوبر 2025.
ومع تلك العودة التي جاءت بعد غياب 10 سنوات، تزايدت التساؤلات والتكهنات حول تفاصيل عودته إلى مصر، المصاحبة مع عودته إلى الظهور التلفزيوني من جديد، وتزامنًا مه هذا نستعرض فيما يلي محطات حياتية من حياة الإعلامي السياسي الساخر.
من هو باسم يوسف؟
باسم رأفت محمد يوسف، المولود في 22 مارس 1974، هو شخصية مصرية متعددة المواهب، وقد اشتُهر باسم «جون ستيوارت المصري»، إذ قارنته الصحافة بشكل واسع بالممثل الكوميدي الأمريكي «جون ستيوارت» وبرنامجه الساخر «The Daily Show» الذي ألهم يوسف في بدء حياته المهنية.

تخرج باسم يوسف من كلية الطب بجامعة القاهرة تخصص جراحة القلب والصدر عام 1998، واجتاز امتحان الترخيص الطبي للولايات المتحدة، وكان عضوًا في الكلية الملكية للجراحين (MRCS) منذ فبراير 2007، عمل كجراح قلب في مصر لمدة 13 عامًا، ثم سافر إلى ألمانيا للتدريب على جراحات زراعة القلب والأجهزة المعاونة لعضلة القلب، وبعد ذلك أمضى عامًا ونصف في الولايات المتحدة يعمل في شركة تنتج المعدات الطبية المتعلقة بجراحة القلب.
وحصل على رخصة مزاولة المهنة بالولايات المتحدة عام 2005 وزمالة كلية الجراحين البريطانية عام 2006، ولكنه اتجه للوسط الإعلامي بسبب موهبته في التقديم خاصة اختصاصه في البرامج الساخرة، وقدم برنامجًا إخباريًا ساخرًا في مصر في الفترة 2011-2014 باسم «البرنامج»، ونال البرنامج على شعبية كبيرة ساعدت على شهرته حتى الآن.
مسيرة باسم يوسف المهنية

بدأ نجم باسم يوسف يسطع في مصر وعالم الإعلام من خلال تقديم البرامج السياسية الساخرة عن طريق الإنترنت بعد قيام ثورة 25 يناير في مصر من خلال برنامج «باسم يوسف شو» الذي بدأ في عرضه على موقع يوتيوب في 8 مارس عام 2011، تم عرض أكثر من 108 حلقة من البرنامج، وبلغت مشاهدات حلقات البرنامج أكثر من 15 مليون مشاهدة.
حياة باسم يوسف في أمريكا
عام 2015 أعلن معهد هارفارد للسياسة (IOP)، في كلية جون إف كينيدي للإدارة الحكومية، أن باسم يوسف سيكون زميلًا مقيمًا لفصل الربيع، ثم أُعلن أن يوسف كان يتعاون مع منتجة ذا ديلي شو سارة تاكسلر لإطلاق حملة تمويل جماعي لفيلمها الوثائقي حول تجربته، كان اسم الفيلم دغدغة العمالقة.
في عام 2016، كان باسم يوسف باحث زائر في مركز الديمقراطية والتنمية وسيادة القانون (CDDRL) في جامعة ستانفورد، وصفت اهتماماته البحثية بـ "السخرية السياسية ودورها في تعطيل المحرمات السياسية والاجتماعية والدينية"، وأُعلن أن يوسف قد توصل إلى صفقة مع شركة Fusion لإنتاج سلسلة رقمية، كتيب الديمقراطية مع باسم يوسف، وتم بث العرض لأول مرة على الإنترنت وفي بث خاص لمدة ساعة في منتصف يوليو 2016.
في عام 2019، أطلق باسم يوسف قناة بلانت بي تي في (Plant TV) على اليوتيوب، يجمع عرضه الجديد عبر الإنترنت بين خلفيته الكوميدية والطبية والنباتية، ويسعى إلى تثقيف الجماهير باللغتين العربية والإنجليزية حول التغذية وعلوم الغذاء؛ لأنها مرتبطة بالصحة والرفاهية.

قام باسم يوسف بمجموعة متنوعة من أحداث الخطابة في الولايات المتحدة وكندا، كما ظهر في العديد من وسائل الإعلام الأمريكية، حيث ظهر في The Late Show، وظهر في Full Frontal مع سامانثا بي Samantha Bee، وظهر مرتين في برنامج مع ستيفن كولبير، وظهر مع لاري كينج وتريفور نوح.
وفي خريف 2019، بدأ باسم يوسف في تقديم عروضًا كوميدية منتظمة في سان فرانسيسكو يركز فيلمه الكوميدي للجمهور الغربي على الهجرة واللاجئين والإرهاب والتجربة العربية في أمريكا.
عالم الإعلام السياسي الساخر
قرر باسم يوسف أن يخصص حيزًا كبيرًا من إبداعه في الإعلام السياسي الساخر، ولكنه بدأ بطريقة منفردة ودون أي توجه خاص فقط ركز على الانتقاد الساخر ولكنه تمادى قليلًا كان ذلك من خلال برنامجه B الذي بثه عبر قناته في يوتوب بعد ثورة 25 يناير وحصل على ملايين المشاهدات، حيث كانت مدة الحلقة 5 الى 8 دقائق ودون أي إمكانيات أو تكاليف، فقط اعتمد على اختصار أفكاره وتنظيمها ووضعها في قالب ساخر استثنائي، ومنذ 8 مارس من نفس العام أطلق باسم يوسف أكثر من 100 حلقة، حققت إجمالي 15 مليون مشاهدة، والذي يعتبر رقمًا قياسيًا في ذلك الوقت الذي لم يكن يحظى اليوتوب بشعبية كبيرة مقارنة بالأعوام الماضية، ولكن نجاحه كان له عواقب ومشاكل عويصة.
بداية المعركة
بعدما أن اكتسب شهرة واسعة على "يوتوب"، نجحت قناة "أون تي في" المصرية في الظفر بموافقة باسم يوسف ليقدم برنامجه الساخر، وهذه المرمى باسم "البرنامج ؟ "، وفي ذلك الموسم حقق باسم يوسف نجاحًا قياسيًا واستطاع توسيع قاعدة متابعيه ومحبيه عبر العالم العربي ولكنه في نفس الوقت أصبح مستهدفًا وتحت ضغوطات كبيرة بسبب الجرأة الكبير الذي يحملها برنامجه الذي كان يسلط الضوء على المشاهد السياسية والأحداث المثيرة للجدل بجانب ساخر وكوميدي وفي نفس الوقت كان غير مناسبًا بالنسبة للعديد.
نجاة من الهزيمة
اختفى الطبيب مقدم البرامج الساخر باسم يوسف عن الساحة الإعلامية المرة الأولى، بعد فراره من مصر إلى الولايات المتحدة الأميركية عام 2014، إثر سلسلة التهم التي وجهها إليه النظام المصري، لتنقطع أخباره عن الساحة الإعلامية والفنية، كونه اكتفى من الحديث عن مصر لأنه خارجها، وبرأيه ليس بشجاعة الحديث من الخارج.

باسم يوسف، قبل عودته بقوة إلى الساحة الإعلامية بعد 7 أكتوبر، ظهر ضمن سياقات متباينة، وكشفت اللقاءات الصحفية معه الصعوبات التي واجهها في حياته في الولايات المتحدة، خصوصًا في ما يتعلق بإيجاد عمل أو إتقان اللغة الإنجليزية، لنراه يتحرك بين المنصات وأساليب تقديم مكررة، عله يعود إلى الساحة الفنية، مستغلًا بذكاء فرص العمل التي قد تُطرح أمامه.
يمثل باسم يوسف نموذج الناجي بعد هزيمة الربيع العربي، فهو الثوري والناقد الذي وجد نفسه منفيًا من دون عمل، فلا هو أميركي كليًا، والنظام المصري نفاه خارجًا، يصارع بين جمهور عربي وآخر أجنبي، وهنا تظهر المفارقة، إذ أنه يلعب الآن على الفروقات في حرية التعبير حسب كل بلد، والتبرير دائمًا أنه يريد أن يعمل، والعمل هنا قائم على مصالحات وحذر واختيار التوقيت المناسب، الاستراتيجية التي يمكن تلخص بأن تعمل من دون أن تثير غضب ربّ العمل!
المدافع عن الهوية المصرية
ظهر باسم يوسف بوضوح على الساحة عبر برنامج «بيبرس مورجن» حين كان في الولايات المتحدة قبل «7 أكتوبر»، وذلك للحديث عن الجدال الذي اشتعل إثر وثائقي عن كليوباترا الذي بثته «نيتفليكس»، مهاجمًا الوثائقي بوصفه يصادر الهوية المصرية على حساب هوية أفريقية مبتدعة (المركزية الأفريقية) فدخل حينها في خضم صراع الهويات الأميركي الذي وجد المصريون أنفسهم ضحاياه، ليظهر مدافعاً ويقول “إنهم يسرقون ثقافتي!”.
ظهرت في ذلك اللقاء ناشطية باسم يوسف، حين أشار إلى إشكالية فيلم كليوباترا عام 1963، الذي لعبت إليزابيث تايلور فيه دور الملكة المقدونية، ولفت إلى أن الفيلم مُنع في بعض الدول العربية، بسبب موقف تايلر «الداعم لدولة إسرائيل»، إضافةً لإشارته إلى دور غال غادوت وترشيحها للدور نفسه في فيلم جديد، لأن غادوت بيضاء، ولا تدين ممارسات إسرائيل بحق الفلسطينيين!.
كواليس العودة للإعلام المصري
أوضح باسم يوسف في منشور عبر حسابه الرسمي على «فيس بوك» أنه سيطل على المشاهدين المصريين من لوس أنجلوس، عبر الأقمار الصناعية وليس استضافة مباشرة على الهواء، مشيرًا إلى أن الحلقة ستتضمن حكايات من كواليس رحلته في السنوات الأخيرة، وتجارب وأسرار لم تُروَ من قبل.

وأكد أن اللقاء سيتناول لحظات ومواقف خلف الكواليس من أبرز ظهوره الإعلامي الدولي.