لم يدرك أنه الهدف التالي.. إسرائيل تكشف تفاصيل إغتيال حسن نصر الله

رفعت مديرية الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السرية عن تفاصيل جديدة حول عملية اغتيال أمين عام حزب الله السابق حسن نصر الله، وذلك بالتزامن مع مرور عام على العملية.
ووفقًا للمعلومات فقد بقي نصر الله منذ تنفيذ ما عرف بـ هجوم البيجر وحتى لحظة اغتياله في مخبئه السري بضاحية بيروت الجنوبية، دون أن يدرك أنه الهدف التالي لحملة الاغتيالات التي طالت قيادات بارزة في الحزب.
مراقبة مكثفة وإحباط محاولات
أشار التقرير الإسرائيلي إلى أن نصر الله كثف في أيامه الأخيرة التخطيط لهجمات ضد إسرائيل، لكن الاستخبارات نجحت في إحباط محاولاته لإعادة بناء قدرات الحزب العسكرية بفضل المراقبة المكثفة.
كما أوضح الجيش أن المخبأ المحصن الذي قتل فيه نصر الله بني باستخدام تكنولوجيا إيرانية، وظل سريًا حتى داخل الدوائر المغلقة للحزب.
صورة نادرة للحظات الأخيرة لـ حسن نصر الله
في المقابل، نشرت وسائل إعلام تابعة لحزب الله آخر صورة لنصر الله داخل غرفة العمليات قبل مقتله بلحظات، في توثيق نادر لشخصية شكلت أحد أبرز وجوه محور المقاومة لثلاثة عقود.
عملية الاغتيال.. قنابل خارقة للتحصينات
في 27 سبتمبر 2024 نفذت إسرائيل غارة جوية عنيفة على الضاحية الجنوبية استخدمت فيها قنابل خارقة للتحصينات بوزن عشرات الأطنان، ما أسفر عن مقتل نصر الله وعدد من كبار القادة بينهم هاشم صفي الدين، وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حينها نجاح العملية معتبرًا أنها ضربة استراتيجية.
من غزة إلى بيروت.. انتقال المعركة
جاءت العملية بعد انتقال الحرب من غزة إلى لبنان، حيث تصاعدت الضربات وأثقلت الأوضاع الإنسانية في بيروت مع موجات نزوح كبيرة وانهيار اقتصادي متفاقم، كما شهد منتصف سبتمبر تفجير إسرائيل أجهزة اتصالات مفخخة تابعة لعناصر الحزب، في ما عد أكبر خرق أمني في تاريخه.
رغم الخسائر، أبرم اتفاق لوقف إطلاق النار وصفه حزب الله بـ الانتصار الرمزي، وفي يناير 2025، شكلت حكومة جديدة برئاسة نواف سلام، مع بروز ملف سلاح الحزب كقضية محورية توازي الأزمة الاقتصادية، وبينما ضغطت واشنطن لتفكيك ترسانة الحزب، أكد الأمين العام الجديد نعيم قاسم أن السلاح خط أحمر.
حزب الله بعد نصر الله.. مفترق طرق
مع الذكرى الأولى للاغتيال يبقى السؤال مفتوحًا حول مستقبل الحزب: هل يواصل المسار العسكري ذاته، أم تدفعه التحولات الإقليمية والدولية لمراجعة استراتيجيته؟ وبين الماضي الدموي والمستقبل المجهول، يظل لبنان في قلب معادلة سياسية وأمنية شديدة التعقيد.