رضا صقر: مصر لم ولن تغلق معبر رفح.. والاحتلال يتحمل مسؤولية حصار غزة

أكد المستشار رضا صقر، رئيس حزب الاتحاد، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأكاديمية العسكرية لم تكن مجرد خطاب بروتوكولي، بل جاءت رسالة قوية وواضحة بأن الدولة المصرية تمتلك قيادة واعية تدرك حجم التحديات وتعد لها الأجيال القادرة على المواجهة. وأوضح صقر أن الرئيس وضع أمام الجميع معادلة الأمن القومي التي تقوم على الانضباط، والعلم، وبناء الإنسان جنبًا إلى جنب مع القوة العسكرية الصلبة.
وأضاف رئيس حزب الاتحاد أن ما جاء في الكلمة يقطع الطريق على كل من يحاول التشكيك في صلابة الدولة المصرية أو في جاهزية قواتها المسلحة، مشيرًا إلى أن تلاحم القيادة السياسية مع المؤسسة العسكرية يظل الضمانة الأولى لاستقرار الوطن وحماية مقدراته.
ولفت صقر إلى أن كلمة الرئيس تضمنت أيضًا تأكيدًا على موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية، حيث شدد الرئيس على أن مصر لم ولن تتخلى عن دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وأن القاهرة كانت دائمًا في مقدمة الجهود الإنسانية والدبلوماسية لفك الحصار عن غزة. واستشهد صقر بفتح معبر رفح بشكل متواصل لإدخال المساعدات الإنسانية والجرحى رغم الظروف الأمنية المعقدة، وهو ما يبرهن – بحسب قوله – على أن الاحتلال الإسرائيلي هو الطرف المسؤول عن استمرار الحصار ومعاناة المدنيين هناك.
واختتم رئيس حزب الاتحاد تصريحه بالتأكيد على أن الحزب يدعم كل ما طرحه الرئيس، ويعتبره خريطة عمل وطنية لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية بثبات وثقة، واستمرارًا لدور مصر التاريخي في نصرة قضايا الأمة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
كلمة الرئيس السيسي
أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، جولة تفقدية في الأكاديمية العسكرية المصرية، بمقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث كان في استقباله الفريق أشرف زاهر، مدير الأكاديمية وقادة الأكاديمية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس استهل الجولة بأداء صلاة الفجر مع طلبة الأكاديمية، ثم تابع جانباً من الأنشطة التدريبية التي ينفذها الطلاب، كما شاركهم تناول وجبة الإفطار في أجواء يسودها التقدير والانضباط.
أوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيس ألقى كلمة خلال جولته بالأكاديمية، تبادل فيها الحوار مع طلبة الأكاديمية حول أبرز المستجدات الإقليمية والتطورات الداخلية.
وقد أعرب عن اعتزازه بما لمسه من جدية والتزام بين صفوف الطلبة، مؤكداً أن الهدف من الزيارات المتكررة للأكاديمية هو الاطمئنان على أحوال الطلاب، ومتابعة البرامج التعليمية التي تشهد تطويراً مستمراً بهدف صقل قدراتهم، بما يسهم في إعداد كوادر وطنية متميزة تخدم مؤسسات الدولة.
وأشار الرئيس إلى أن شباب مصر هم الأمل في بناء المستقبل، مشدداً على ضرورة مواصلة الاهتمام بهم في مختلف ربوع الوطن، لما يمثله ذلك من دفع لمعدلات التقدم والأداء إلى آفاق غير مسبوقة. وفي سياق بناء الإنسان المصري، نوّه الرئيس إلى أن كلية الطب العسكري جاءت استجابةً لتطلعات شباب وشابات مصر، لما توفره من تعليم ورعاية وحماية، وهو ما دفع الأسر المصرية إلى الحرص على إلحاق أبنائهم بها. كما دعا سيادته المنابر المجتمعية، من إعلام ومساجد وكنائس، إلى الاضطلاع بدورها في إحداث الأثر المنشود وتحقيق التغيير المنشود.
وفيما يتعلق بالشأن الداخلي، أشاد الرئيس بالأوضاع الاقتصادية والأمنية، مشيراً إلى أن التحديات الإقليمية المحيطة أسفرت عن فقدان نحو ٩ مليارات دولار من إيرادات قناة السويس خلال العامين الماضيين. وفي هذا السياق، دعا سيادته إلى دراسة تجارب الدول التي واجهت ظروفاً صعبة وتجاوزتها بالإرادة والعمل والصبر، وصولاً إلى التغيير المنشود في حياتهم.
وثمن الرئيس مستوى الوعي والفهم لدى أبناء الشعب المصري، والذي تجلى في ردود الأفعال تجاه التحديات الراهنة، مؤكداً أن المنطقة تمر بمنعطف حاسم يتطلب تقديراً سليماً ودراسة متأنية لكل خطوة، إذ إن أي تقدير خاطئ قد يقود إلى المجهول.
كما أشاد بوعي الشعب المصري وصلابته التي تعززت منذ عام 2011، رغم ما واجهه من مكائد ومؤامرات كان ثمنها غالياً.
وتناول الرئيس تطورات الأوضاع في قطاع غزة، مؤكداً حرص مصر الصادق والقوي على وقف الحرب، والمساهمة في إعادة الإعمار، وإدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين مع الحفاظ على أرواح المصريين.
كما أشار إلى الاعتداءات التي طالت بعض السفارات المصرية في الخارج، موضحاً أن جزء منها نابع من جهل البعض وجزء أخر من لؤم ومكر من أهل الشر، مؤكداً أن مصر لا تتآمر على أحد، وأن الشعب المصري مسالم بطبعه، لكنه عصيٌّ على الإيذاء، وأنه لن يتمكن احد من إلحاق الاذي بمصر.
وفي ذات السياق، اشاد الرئيس بالاعترافات الدولية المتتالية بالدولة الفلسطينية، مثمناً سيادته جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإيقاف الحرب في غزة، وحرصه الحثيث في سبيل تحقيق ذلك.
وفي ختام كلمته، دعا الرئيس الطلاب إلى الحفاظ على وعيهم وفهمهم ومعنوياتهم وصحتهم، وعلى أملهم في الله، موجهاً التحية إلى جموع المصريين، ومختتماً سيادته حديثه بالقول “دائماً لدينا ثقة في الله… ثقة في عدالة موقفنا… وأمانة وإخلاص في مسارنا.”
واختتم الرئيس جولته بتمنياته الصادقة بالتوفيق والسداد لطلاب الأكاديمية، موجّهًا رسالة شكر وتقدير إلى أسرهم، عرفانًا بدورهم في تنشئة جيل قادر على حمل أمانة الوطن، والمضي به نحو مستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا.