عاجل

هل يجوز للمسلم أن يتشاءم من رقم أو يوم أو مكان أو ثوب؟

الافتاء
الافتاء

بعض الناس ما زالوا يربطون حياتهم بأوهام التشاؤم؛ فيخافون من رقم معين، أو يترددون في السفر يومًا بعينه، أو يرفضون دخول بيت أو ارتداء ثوب بدعوى أنه يجلب الحظ السيئ. وفي هذا السياق أوضحت دار الإفتاء المصرية :لا يجوز في الإسلام التشاؤم من رقمٍ أو يومٍ أو غير ذلك؛ فالأحداث تجري بقدر الله تعالى وبالأسباب التي وضعها، ولا علاقة لهذه الأمور بجلب الخير أو دفع الشر. والمطلوب من المسلم أن يُحسن الظن بالله ويستبشر بالخير؛ فقد قال النبي ﷺ: «لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح» (رواه البخاري)

هل يجوز للمسلم أن يتشاءم من رقم أو يوم أو مكان أو ثوب؟

كان العرب في الجاهلية يتشاءمون ويتطيرون، فجاء الإسلام فأبطل ذلك، كما ورد في الحديث: «لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر» (رواه البخاري)، وفي الحديث الآخر: «لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل الصالح» (رواه البخاري)، وجاء أيضًا: «لن ينال الدرجات العلا من تكهن أو استقسم أو رجع من سفر تطيرًا» (ذكره ابن حجر في الفتح).
فهذه النصوص تنهى عن الاعتقاد بأن رقمًا أو يومًا أو طيرًا أو غيره سببٌ في وقوع الشر أو جلب الخير، لأن التدبير كله بيد الله سبحانه.

لكن إن شعر المرء بخوف داخلي أو قلق من وقت أو يوم معين بسبب تجربة سابقة، فهذا لا يضره إذا مضى متوكلًا على الله، سائلًا الخير، مستعيذًا من الشر، دون أن يجعل ذلك سببًا للتشاؤم أو ترك العمل. أما إذا اعتقد أن هذه الأشياء بذاتها تؤثر في قدر الله، فقد أساء وظن بالله ظنًّا فاسدًا، وربما عوقب بوقوع ما خشيه.

ولا تعارض بين هذا وبين قول النبي ﷺ: «الشؤم في المرأة والدار والفرس» (رواه البخاري)، إذ المقصود أن بعض هذه الأشياء قد يكون سببًا للضيق أو الفتنة بسبب صفات فيها، لا أنها تجلب الشر بذاتها. ويؤكد هذا ما ورد في حديث أسماء رضي الله عنها أن النبي ﷺ قال: «إن من شقاء المرء في الدنيا ثلاثة: سوء الدار، وسوء المرأة، وسوء الدابة» ثم بيّن أن سوء الدار ضيقها وفساد جيرانها، وسوء الدابة عجزها أو مرضها، وسوء المرأة عقيمها أو سيئة الخلق.

وبناءً على ذلك: فالتشاؤم بالأيام أو الأرقام أو غيرها لا أصل له في الشرع، وهو أمر منهي عنه؛ لأن الخير والشر بيد الله، ولا ارتباط لمثل هذه الأشياء بمصير الإنسان

تم نسخ الرابط