عباس شراقي: «الحمد لله أن السد العالي موجود في مصر»
أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، وجود "تخبط كبير" في إدارة سد النهضة الإثيوبي بعد اكتمال الملء الرابع العام الماضي، مشيراً إلى أن زيادة تصريف المياه من السد في توقيت غير معتاد أدى إلى ارتفاع منسوب نهر النيل في السودان وتجاوزه منسوب الفيضان.
تفريغ "إجباري" بكميات غير معتادة
جاء ذلك في مداخلة هاتفية عبر برنامج "حضرة المواطن"، عبر فضائية "الحدث اليوم"، مع الإعلامي سيد علي، حيث تناول تداعيات الزيادة المفاجئة في تدفق المياه من السد على دولتي المصب، مشيرا إلى أن سد النهضة انتهى من الملء الرابع في 5 سبتمبر الماضي، لكن التوربينات لم تعمل بكامل طاقتها وظلت إثيوبيا تحتفظ ببحيرة السد مملوءة.
وأوضح أن إثيوبيا اضطرت حالياً إلى تفريغ كميات كبيرة من المياه، مشيراً إلى أن هذا التوقيت ليس موسم فيضان تقليدي، مشيرا إلى أن كمية المياه التي تصل إلى السودان حالياً تبلغ 750 مليون متر مكعب في اليوم لليوم الثالث على التوالي، وهي كمية غير معتادة على الإطلاق في نهاية شهر سبتمبر.
الضرر يتركز على السودان.. ومصر في مأمن
وتابع بالتأكيد على أن هذا التفريغ حالياً يمكن اعتباره "تفريغاً إجبارياً"، حيث لا تتحكم إثيوبيا بالكامل في بحيرة الأمطار المتجمعة، منوها إلى أن هذه الكميات الكبيرة - التي تصل إلى حوالي ثلاثة أرباع مليار متر مكعب يومياً - تسببت في ارتفاع منسوب النيل إلى مستوى الفيضان في السودان.
وفيما يخص تأثير هذه التدفقات المائية على دولتي المصب، أكد أستاذ الموارد المائية أن الضرر كله يقع على السودان، وليس على مصر.
وأشار إلى أن السودان يمر حالياً بموسم زراعي انتهى بالفعل، وكان من الأفضل لو وصلت هذه المياه في شهري يوليو أو أغسطس، لكن وصولها الآن تسبب في غرق وفيضانات في الأراضي السودانية وتم التحذير من عدة خطوات لمواجهة حالة الفيضان.
الحمد لله أن السد العالي موجود في مصر
وقال عباس شراقي: "نقدر نقول إن الحمد لله أن السد العالي موجود في مصر"، مؤكدا أن السد العالي يمنع كل هذه الأضرار، فبحيرته الكبيرة "تستوعب كل هذه الكميات المائية تصل وقت ما تصل"، وبالتالي فإن الضرر المباشر يقتصر على السودان.
ولفت إلى أن المشكلة تكمن في التخبط الإثيوبي وعدم وجود تنسيق بين الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا)، حيث إن تشغيل السد الآن يتم بشكل أحادي، مما يمثل "مغامرة كبيرة" بالنسبة للمنطقة.
