خالد الجندي: هذا الفعل من أخطر الذنوب والعقوبة المضاعفة مصير فاعلها

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن هناك فرقًا كبيرًا بين ارتكاب الذنب وإشاعة الذنب، مشيرًا إلى أن كل ابن آدم خطّاء، وأن الله سبحانه وتعالى فتح باب التوبة لعباده في كل وقت.
وأوضح الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم السبت، أن الله عز وجل قال: "وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى"، لافتًا إلى أن اختيار لفظ "غفار" بدلًا من "أغفر" يدل على ثبات صفة المغفرة عند الله، وأن رحمته متجددة للمذنبين ما داموا يتوبون ويستغفرون.
المسلم ألا يقنط من رحمة الله
وأضاف أن على المسلم ألا يقنط من رحمة الله، حتى ولو وقع في الذنب مرات متكررة، فباب التوبة مفتوح، والعبد مأمور أن يعود إلى الله في كل مرة يخطئ فيها، مستشهدًا بقوله تعالى: "وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا".
وأشار الجندي إلى أن العقوبة المضاعفة تأتي من المجاهرة بالمعصية وإشاعتها، لا من مجرد الوقوع فيها، موضحًا أن من أخطر الذنوب أن يعلن الإنسان فاحشته أو يتباهى بها أو ينشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، مستدلًا بقوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ".
الستر والتوبة الصادقة
وأكد عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، على ضرورة العودة إلى الله، والحرص على الستر والتوبة الصادقة، وعدم إشاعة الفاحشة أو نشرها بأي وسيلة، حتى لا تتضاعف العقوبة في الدنيا والآخرة.
https://youtu.be/KGspTp16kMQ?si=XyNC8ZaReB8FZYT7
إشاعة الفاحشة من أخطر ما يهدد استقرار المجتمعات ويقوّض بنيانها الأخلاقي والإنساني، فهي لا تقف عند حدود الأفراد المتأثرين بها، بل تمتد لتصيب الأمة كلها في قيمها وأعرافها وسلامها الداخلي. وقد حذّر القرآن الكريم من هذه الجريمة تحذيرًا شديدًا، فقال سبحانه:
﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ﴾ [النور: 19]، فجعل مجرد محبة إشاعة الفاحشة سببًا في استحقاق العذاب، فكيف بمن يسعى في نشرها وإشاعتها عمدًا؟ إن خطورة هذه الجريمة تكمن في أنها تُشيع جوًّا من الريبة والفتنة، وتؤدي إلى انهيار الثقة بين الناس، كما تسهم في نشر الرذيلة وزرع الشكوك وتشويه السمعة بغير بينة ولا دليل. ومن هنا جاءت الشريعة الإسلامية لتضع الضوابط الصارمة في صون الأعراض وحفظ الحرمات، فحرّمت القذف والغيبة والنميمة، وأمرت بالتثبت من الأخبار، وأوجبت الستر على الناس صيانةً للمجتمع من الانحراف والتفكك. ومن ثم فإن إشاعة الفاحشة ليست مجرد خطيئة فردية، بل هي جريمة مجتمعية تهدد الأمن النفسي والاجتماعي، وتفتح أبواب الشرور والفتن ما لم يتصدَّ لها المجتمع بالوعي والردع والتمسك بالقيم الدينية والأخلاقية.