عاجل

سلامة داود يوضح سر اختيار النبي ﷺ لصيغة الإفراد والجمع في الدعاء

الدكتور سلامة داود
الدكتور سلامة داود

أوضح الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، أن اختيار النبي صلى الله عليه وسلم لصيغة الكلمات في أدعيته كان دقيقاً ومعجزاً، حيث تأتي بعض الكلمات بصيغة الإفراد، وأخرى بصيغة الجمع، وأحياناً تتناوب بين الصيغتين، بحسب ما يقتضيه المعنى.

أدعية النبي

وقال الدكتور سلامة داود، خلال حلقة برنامج "بلاغة القرآن والسنة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، إن من الأمثلة البارزة على ذلك كلمة "النور"، إذ وردت في أدعية النبي مفردة دائماً، ولم ترد مجموعة، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم نجنا من الظلمات إلى النور"، حيث جمع الظلمات وأفرد النور، لأن طرق الضلال متعددة ومتشعبة، أما الحق فهو طريق واحد ثابت، وهو ما يتسق مع الأسلوب القرآني في قوله تعالى: {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور}.

وأضاف  رئيس جامعة الأزهرأن النبي صلى الله عليه وسلم جسّد هذا المعنى حين رسم خطاً مستقيماً وأخبر أنه خط الحق والعدل والهدى، ورسم خطوطاً متشعبة على الجانبين تمثل الانحرافات والباطل.

اللهم اجعل في سمعي نوراً وفي بصري نوراً

وأشار الدكتور سلامة داود إلى دعاء النبي عند خروجه لصلاة الفجر، حيث كان يكرر كلمة النور بصيغة الإفراد قائلاً: "اللهم اجعل في سمعي نوراً، وفي بصري نوراً، وفي لحمي نوراً..." حتى قال: "واجعلني نوراً واجعل لي نوراً"، وهو تكرار يؤكد أن طريق النور واحد لا يتعدد.

وأكد الدكتور سلامة داود أن هذا المعنى الجليل يذكّر المؤمن الذي يخرج إلى صلاة الفجر بأنه يسير في الظلام مستضيئاً بنور الله تعالى، فيسأله الثبات على طريق الحق والهدى.
https://youtu.be/OHbzMw6CY4o?si=xhShAAnKY9aiqgOI

ومن جانب أخر أجاب الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، على سؤال حول حكم الاستدانة من أجل الترفيه والكماليات، مؤكداً أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يربي الأمة على الحذر من الديون، وعدم اللجوء إليها إلا عند الضرورة القصوى.

توجيه نبوي بعدم التوسع في الاقتراض

وأوضح جبر، خلال حلقة برنامج "اعرف نبيك"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن النبي عبر عن ذلك بقوله إنه لو كان عنده جبل أُحد من ذهب لأنفقه في ثلاثة أيام ولا يبقى منه إلا دينار واحد يرصده لدَين عليه، مشيراً إلى أن هذا التوجيه النبوي يحث المسلم على عدم التوسع في الاقتراض والاكتفاء بما يستطيع سداده.

استعاذة النبي من غلبة الدين و قهر الرجال 

وأضاف أن النبي كان يستعيذ من غلبة الدين وقهر الرجال، ويعد الدَّين همّاً في الليل ومذلة في النهار، محذراً من انتشار ثقافة الاستدانة لأجل الترفيه مثل تجديد الديكورات أو تغيير السيارات والهواتف بشكل متكرر.

وأكد جبر أن الدَّين مسؤولية عظيمة أمام الله يوم القيامة، وأن النبي في بداية الأمر كان لا يصلي على من مات وعليه دين حتى يُعرف أن له ما يقضي به دينه، ثم تكفل بقضائه بعد أن وسّع الله على الأمة.

تم نسخ الرابط