عاجل

ضمن مبادرة "صحح مفاهيمك".. أوقاف بني سويف تناقش قضايا التنمر والقضية السكانية

من حضور الدكتور عاصم
من حضور الدكتور عاصم قبيصى وكيل وزارة الأوقاف ببنى سويف

نظمت مديرية أوقاف بني سويف دورة تدريبية للأئمة للتوعية بالقضية السكانية، وذلك بالتعاون مع المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، حاضر فيها الدكتور علي غانم أستاذ علم الاجتماع السياسي والديني بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ، وبحضور الشيخ سعيد عبد الواحد مدير الدعوة وعدد من قيادات الدعوة والأئمة وعدد من الواعظات ، وذلك بتوجيهات الدكتور أسامة السيد الأزهري وزير الأوقاف، وتحت رعاية وحضور الدكتور عاصم قبيصي وكيل وزارة أوقاف بني سويف .

وتأتي هذه الدورة في إطار مبادرة وزارة الأوقاف "صحح مفاهيمك"، بهدف تصحيح المفاهيم المتعلقة بالقضية السكانية، وتوضيح الرؤية الشرعية والفكرية والاجتماعية حولها، بما يساهم في رفع وعي الأئمة ودورهم الريادي في توجيه المجتمع نحو السلوكيات الصحيحة.

وخلال كلمته أكد الدكتور عاصم قبيصي ، أن القضية السكانية ليست مجرد أرقام أو إحصاءات، بل هي قضية وعي وفكر وسلوك، مشيرًا إلى أن الإسلام قد وضع قواعد راسخة لتنظيم شؤون الحياة بما يحقق التوازن بين الإمكانات المتاحة والاحتياجات الإنسانية.

وأوضح أن التكاثر في حد ذاته نعمة من نعم الله، لكن إذا لم يقترن بالوعي والإدارة الرشيدة يصبح عبئًا على الفرد والمجتمع والدولة، مشددًا على أن كثرة العدد بلا تعليم ولا صحة ولا أخلاق لا تصنع أمة قوية، بينما القليل مع التربية والوعي والإنتاج يصنع قوة ونهضة وحضارة.

وأشار إلى أن مسؤولية الأئمة في هذه القضية مسؤولية عظيمة، فهم قادة الفكر والوعي، وعليهم أن يبينوا للناس أن تنظيم النسل ليس معارضة للقدر، بل هو من باب الأخذ بالأسباب والتخطيط لحياة كريمة. واستشهد بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لست بالخب ولا الخب يخدعني"، في إشارة إلى أن المسلم لا ينبغي أن يُخدع بالشعارات أو المظاهر، بل يعمل بعقل وحكمة لما فيه صلاح الأمة.

كما دعا وكيل أوقاف بنى سويف الأئمة إلى أن يكونوا صوت توعية وإرشاد داخل المساجد، يوضحون خطورة الانفجار السكاني وما يترتب عليه من فقر وجهل ومرض.

كما أكد الدكتور علي غانم أستاذ علم الاجتماع السياسي والديني بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية مؤكدًا أن بناء الإنسان الواعي والمثقف هو السبيل الحقيقي للنهوض بالوطن.

واختتم كلمته مؤكدًا أن وزارة الأوقاف بقيادة الدكتور أسامة السيد الأزهري تولي هذه القضية أهمية كبرى، وتعمل بالشراكة مع مؤسسات الدولة المختلفة من أجل غرس المفاهيم الصحيحة، وتحقيق التنمية المستدامة التي تليق بمصرنا الحبيبة.

فى سياق متصل نظمت مديرية أوقاف بني سويف ندوة توعوية بمدارس "هابي هوم" ببندر بني سويف، حاضر فيها الدكتور عاصم قبيصي وكيل الوزارة.

وتناولت الندوة موضوع ' النهي عن التنمر والسخرية' ، حيث أكد الدكتور عاصم قبيصي أن القيم الأخلاقية التي دعا إليها الدين الحنيف تحث على الاحترام المتبادل، والتراحم، والتعاون، ونبذ السلوكيات السلبية التي تهدم المجتمع. وأوضح أن التنمر والسخرية ليست مجرد تصرفات عابرة، بل هي سلوكيات مرفوضة شرعًا وعقلاً، لأنها تزرع الكراهية وتكسر النفوس، وتؤدي إلى أضرار نفسية واجتماعية قد تلازم الإنسان طيلة حياته.

وأشار " قبيصى " إلى قول الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرًا منهم»، مبينًا أن السخرية والاستهزاء تتنافى مع تعاليم الإسلام الذي يدعو إلى حسن الخلق، والإحسان إلى الآخرين، ومراعاة مشاعرهم. وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان القدوة في الرحمة والرفق، فلم يجرح قلبًا، ولم يستهزئ بإنسان، بل كان معلمًا وهادياً باللين والحكمة.

ودعا الدكتور " عاصم قبيصي " الطلاب إلى أن يكونوا قدوة حسنة في مدارسهم ومجتمعهم، وأن يتعاملوا مع زملائهم بروح الأخوة والمحبة، وأن يعلموا أن كل كلمة طيبة أو ابتسامة صادقة هي عبادة يثاب عليها الإنسان. كما شدد على أن مواجهة التنمر مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة والمجتمع، وأن بناء إنسان سوي نفسيًا وأخلاقيًا هو الضمانة الحقيقية لمستقبل أفضل.

وتأتي هذه الندوة ضمن سلسلة من الفعاليات والبرامج التي تنفذها وزارة الأوقاف ومديرياتها بالمحافظات، حرصًا منها على غرس القيم الدينية والإنسانية الصحيحة بين النشء، وبناء وعي مستنير لدى الأجيال الجديدة.

تم نسخ الرابط