عاجل

ما حكم استخدام السجائر الإلكترونية( الڤيب) للتخلُّص من التدخين؟

التدخين
التدخين

التدخين محرم شرعًا لما يترتب عليه من أضرار محققة، وبناءً على ذلك فإن الحكم في السجائر الإلكترونية ( الڤيب )يتوقف على مقدار ضررها؛ فإن كانت مساوية للسجائر التقليدية أو أشد ضررًا فهي محرمة، أما إذا كان ضررها أخف واستُعملت بغرض المساعدة على الإقلاع عن التدخين، جاز استخدامها لمن يحتاجها بشرط استشارة الأطباء وأهل الخبرة، إذ القاعدة الشرعية تقرر أن “من ابتُلي ببلاءين يختار أيسرهما”.

أضرار التدخين

جاءت الشريعة الإسلامية لتحقيق المصالح ودفع المفاسد، وقد قرر الإمام العز بن عبد السلام أن الشريعة كلها دائرة على جلب النفع ودفع الضرر، فما أمر الله به ففيه الخير، وما نهى عنه ففيه الشر. ومن المفاسد التي نهى الشرع عنها ما يضر بصحة الإنسان، ومن ذلك التدخين الذي أفتت دار الإفتاء المصرية بتحريمه استنادًا إلى تقارير الأطباء.

والإقلاع عن التدخين فيه منفعة عظيمة، أهمها حفظ النفس من الهلاك، وهو مقصد من مقاصد الشريعة، قال تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195].
وقد أثبتت الدراسات الطبية أن التدخين سبب رئيسي لأمراض قاتلة وخطيرة مثل: سرطان الرئة، والانسداد الرئوي، وأمراض القلب والشرايين، وسرطانات متعددة كسرطان اللسان والحنجرة والبنكرياس، فضلًا عن الإجهاض وموت الأجنة والوفاة المبكرة. كما ثبت وجود مواد مسرطنة في القطران الناتج عن الدخان، وهو ما أكدته تقارير منظمة الصحة العالمية منذ السبعينيات.

حكم السجائر الإلكترونية

السجائر الإلكترونية وإن اختلفت أشكالها فهي تشبه السجائر العادية في الاستعمال، وتعمل بالبطارية وتشحن بالكهرباء. وبعض أنواعها يضاف إليها الكحول، وهذا النوع محرم قطعًا.

أما من حيث الأصل، فقد ظهرت هذه الوسائل لأغراض علاجية، ويُنظر في حكمها إلى مقدار الضرر:
• إن كان ضررها مساويًا أو أشد من السجائر التقليدية فهي محرمة.
• إن كان ضررها أخف، فيجوز استعمالها بشرط المتابعة الطبية، خصوصًا لمن يستعين بها على الإقلاع عن التدخين.

وقد أكدت منظمة الصحة العالمية أن مستوى المواد السامة المنبعثة من السجائر الإلكترونية أقل من السجائر العادية، وأن هناك حالات نجحت في الإقلاع عن التدخين باستخدامها، وإن كانت الدراسات ما زالت محدودة.

والقاعدة الشرعية تقرر أن: “الضرر يزال”، وأنه إذا تعارض ضرران يُرتكب أخفهما لدفع الأشد، كما نص الفقهاء: “من ابتلي ببليتين يختار أهونَهما”. وعليه: يجوز لمن لم يتمكن من ترك التدخين نهائيًا أن ينتقل إلى السجائر الإلكترونية إذا ثبت أنها أخف ضررًا، لتكون وسيلة مرحلية للتخلص من التدخين بالكلية.

التداوي بالمحرم للضرورة

أجاز فقهاء الحنفية والشافعية التداوي بالمحرم عند الضرورة، إذا لم يوجد بديل مباح وقَرَّر طبيب ثقة أن فيه شفاءً، واستدلوا على ذلك بالنصوص الشرعية وقواعد رفع الحرج. وبناءً عليه، فإن استعمال السجائر الإلكترونية كبديل للتدخين التقليدي يمكن أن يقاس على هذا الأصل؛ لأنها تُستعمل عند الضرورة بهدف التخلص من عادة التدخين وحفظ النفس من الهلاك

تم نسخ الرابط