"على غرار السادات الثعالبة".. ننشر تفاصيل ترميم ضريح العز بن عبد السلام

علم نيوز رووم من مصادر خاصة في المجلس الأعلى للآثار، أنه في الفترة الحالية يجري مشروع ترميم كان قد انتظره الشارع الأثري لفترة طويلة، ألا وهو ترميم ضريح سلطان العلماء العز بن عبد السلام، والذي يحتل مكانة تاريخية كبرى في التاريخ المصري، إبان الفترتين الأيوبية والمملوكية.
وصرح مصدر مسؤول داخل المجلس الأعلى للآثار، أن أعمال الترميم بدأت في الضريح منذ 4 أشهر وأنها مستمرة لفترة قد تطول لـ 6 أشهر أخرى.
وأشار المصدر إلى أن الضريح مسجل تاريخيًا وهناك العديد من عناصره مفقودة منذ العصر المملوكي، وقد وافقت اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، أن يتم إعادة الضريح مسترشدين في ذلك بمدرسة السادات الثعالبة، حيث أنها ترجع لنفس الفترة تقريبًا.

العز بن عبدالسلام
ولد عام 577هـ/1181م في دمشق، وهوعالم وفقيه جليل، لُقّب بسلطان العلماء وقاضي القضاة، نشأ في أسرة فقيرة بمحيط ديني، وتعلّم على يد كبار شيوخ عصره فتبحر في العلوم الشرعية كافة، عُرف بشجاعته، وأشهر مواقفه فتواه بوجوب عتق المماليك قبل توليهم مناصب عامة، وتوفي في القاهرة عام 660هـ/1262م عن نحو 83 عاماً، ودُفن فيها
الوصف المعماري والفني للضريح
ضريح العز بن عبدالسلام يقع من بقاياه داخل قطعة مبنية مربعة الشكل كبيرة ضلّعها حوالي 15 مترًا، ويؤكد الوصف الأثري أنه كان مُغطًّى في الأصل بقبة عالية، مشابِهً للقباب الأيوبية والمملوكية المبكرة (كقبة شجر الدر والأشرف خليل) التي بُنيت في أواخر القرن السابع الهجري.
يضم جدار القبلة خمسة محاريب (أكبرها في الوسط واثنان على الجانبين)، وفي وسط الضريح كانت مقبرة مرفوعة مغطاة عادة بنفق خشبي، كما كانت العادة آنذاك.
زخرفت أركان الضريح وشُيّدت بحجارة مقطّعة بعناية تشير إلى الهندسة المعمارية الأيوبية المبكرة، ولكن يُقال أن الضريح أصابه اعتداءات ترجع للعصر المملوكي.
الموقع والحالة الراهنة
تُظهر في الصورة اللوحة الرخامية المنقوشة بعبارة «هذا مقام عز الدين شيخ الإسلام قاضي القضاة العز بن عبدالسلام» على مدخل الضريح.
يقع المشهد في مقابر التونسي بمنطقة البساتين في شرق القاهرة، غرب جبل المقطم، بالقرب من مقابر الإمام الليث.
اليوم تحوّل الضريح إلى أطلال بعد قرون من الإهمال؛ فلم يبقَ منه سوى قاعة دفن مستطيلةٍ خاليةٍ من السقف.
وفي عام 2025 بدأت وزارة السياحة والآثار أعمال الترميم بمعايير علمية لحفظ هذا الأثر المسجل (بموجب قرار وزاري 1997م) واستعادة هيبته التاريخية.