رئيس هيئة الطاقة النووية الأسبق: نقل وعاء ضغط المفاعل إنجاز استراتيجي

أكد الدكتور علي إسلام، رئيس هيئة الطاقة النووية الأسبق، أن بدء عملية نقل وعاء ضغط المفاعل النووي إلى موقع محطة الضبعة يُعد نقطة تحول بارزة في مسار المشروع النووي المصري، موضحاً أن هذه الخطوة تحمل دلالات مهمة على جدية الدولة في تنفيذ خطتها لامتلاك برنامج نووي سلمي متكامل.
وأوضح إسلام، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلاميتين لما جبريل وآية عبد الرحمن في برنامج "ستوديو إكسترا" عبر قناة "إكسترا نيوز"، أن هذا التطور ليس مجرد إنجاز فني، بل هو أيضاً رسالة سياسية واقتصادية بأن مصر عازمة على استثمار التكنولوجيا النووية لخدمة أهداف التنمية المستدامة وتلبية احتياجات الطاقة.
أهمية وعاء الضغط داخل المفاعل
وأشار رئيس هيئة الطاقة النووية الأسبق إلى أن وعاء الضغط يُعد المكون الأهم في أي مفاعل نووي، إذ يحتوي على قلب المفاعل وجميع العناصر المسؤولة عن عملية الانشطار النووي لذرات اليورانيوم 235. ومن خلال هذه العملية تتولد حرارة هائلة تُستخدم لتسخين المياه وتحويلها إلى بخار عالي الضغط.
وأضاف أن هذا البخار يتم نقله إلى التوربينات لتوليد الكهرباء بطاقة تصل إلى نحو 1200 ميجاوات من الوحدة الأولى فقط، ضمن مشروع يضم أربع وحدات متكاملة، ما يجعل محطة الضبعة قادرة على تزويد الشبكة القومية للكهرباء بطاقة إجمالية كبيرة تدعم الاقتصاد المصري لعقود مقبلة.
معايير أمان صارمة في التصنيع
ولفت إسلام إلى أن تصنيع وعاء الضغط تم وفقاً لأعلى المعايير الدولية الخاصة بالجودة والأمان النووي، إذ يُعتبر أكثر أجزاء المفاعل حساسية على الإطلاق ولا يحتمل أي خطأ خلال مراحل التصنيع ،وأكد أن هذا المستوى من الدقة يضمن استمرارية عمل المفاعل بكفاءة عالية مع الحفاظ على البيئة وسلامة المواطنين.
وبيّن أن عملية النقل إلى موقع الضبعة كانت في حد ذاتها تحدياً هندسياً معقداً، إذ يصل وزن الوعاء إلى مئات الأطنان، الأمر الذي استدعى تجهيزات خاصة وتقنيات متقدمة لضمان وصوله بأمان دون أي تأثيرات على بنيته أو سلامة المعدات.
دعم القيادة السياسية للمشروع النووي
كما شدد رئيس هيئة الطاقة النووية الأسبق على أن الدعم المباشر من القيادة السياسية المصرية كان عاملاً رئيسياً في دفع المشروع إلى هذه المرحلة المتقدمة، مشيراً إلى أن الإرادة السياسية القوية هي التي ساعدت على تجاوز العقبات الفنية والإدارية.
وأكد أن نجاح مصر في نقل هذه المعدات العملاقة يمثل خطوة استراتيجية تعزز مكانتها على خريطة الدول المالكة للطاقة النووية السلمية، وتفتح الباب أمام تشغيل أول محطة نووية لتوليد الكهرباء خلال السنوات المقبلة.
الضبعة... بداية عصر جديد للطاقة
واختتم إسلام حديثه بالتأكيد على أن مشروع الضبعة ليس مجرد محطة كهرباء تقليدية، بل هو بداية عصر جديد للطاقة في مصر، حيث سيتيح الاعتماد على مصادر نظيفة ومتجددة، ويوفر فرصاً لتدريب الكوادر المحلية، فضلاً عن دعمه للصناعة الوطنية وفتح مجالات جديدة للتعاون الدولي.
وأوضح أن النجاح في هذه المرحلة يضع مصر على الطريق الصحيح نحو مستقبل أكثر استقراراً في مجال الطاقة، بما يخدم الأجيال القادمة ويعزز من استقلال القرار الوطني في واحدة من أهم القطاعات الاستراتيجية.