البرديسي: اعتراف بريطانيا وفرنسا بفلسطين تطور كبير يزيد عزلة إسرائيل دولياً

قال طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن الكلمة التي ألقاها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، تضمنت العديد من النقاط المهمة، إلا أن أبرز ما يجب التوقف عنده هو تأكيد عباس على استمرارية النضال الفلسطيني المشروع، سواء السياسي أو الدبلوماسي، من أجل نيل الحق التاريخي والقانوني في تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
"النضال الفلسطيني"يستند إلى شرعية دولية واضحة
وأكد البرديسي، في مداخلة هاتفية عبر شاشة "إكسترا نيوز"، أن "النضال الفلسطيني"، كما وصفه، يستند إلى شرعية دولية واضحة، تتمثل في عشرات القرارات الصادرة عن مجلس الأمن، ومئات التوصيات من الجمعية العامة للأمم المتحدة، فضلاً عن أحكام صادرة عن محكمة العدل الدولية، جميعها تؤكد على حل الدولتين، وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم على حدود الرابع من يونيو 1967.
وأشار إلى أن الرئيس عباس، خلال كلمته، نوه إلى صمود الشعب الفلسطيني رغم كل ما تعرض له من حصار وتجويع وتطهير عرقي وانتهاكات ممنهجة من قبل الاحتلال، مشدداً على أن هذا الشعب "ما زال ثابتاً على أرضه، متمسكاً بحقوقه، رافضاً كل محاولات الطمس والإنكار".
القضية الفلسطينية بدأت تجد طريقها نحو اعتراف دولي
وأضاف البرديسي: "الرئيس الفلسطيني ذكر بوضوح أن القضية الفلسطينية بدأت تجد طريقها نحو اعتراف دولي متزايد، حتى من دول كانت في الماضي جزءاً من تأسيس الكيان الإسرائيلي، كالمملكة المتحدة التي كانت صاحبة الانتداب، وفرنسا التي أسهمت في دعم الترسانة النووية الإسرائيلية... هاتان الدولتان تعترفان الآن بفلسطين كدولة، وهو تحول نوعي له أبعاد استراتيجية".
وأوضح أن اعتراف فرنسا وبريطانيا، وهما دولتان دائمتا العضوية في مجلس الأمن وتمتلكان حق الفيتو، ليس مجرد خطوة رمزية، بل يحمل قيمة سياسية ومكانة دولية معتبرة، لافتاً إلى أن هاتين الدولتين كانتا فاعلتين في النظام الدولي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ومؤتمنتين على حفظ الأمن والسلم الدولين.
الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي تستخدم الفيتو لحماية إسرائيل
وأشار البرديسي إلى أن هذا التحول في المواقف يأتي في سياق دعم متنامٍ من أكثر من 151 دولة عضو في الأمم المتحدة تعترف حالياً بدولة فلسطين، وهو ما يمثل، بحسب قوله، إجماعاً دولياً يضع الولايات المتحدة في موقف معزول.
وفي السياق نفسه، نوه الخبير الدولي إلى أن الولايات المتحدة ما تزال الدولة الوحيدة التي تستخدم الفيتو لحماية إسرائيل، وترفض الاعتراف بدولة فلسطين، رغم اعترافها بمنظمة التحرير كممثل شرعي للفلسطينيين.
وقال البرديسي: "اعتراف فرنسا والمملكة المتحدة بفلسطين في هذا التوقيت يحمل رسالة واضحة، مفادها أن العالم بات يرى أن الولايات المتحدة تقف ضد الإرادة الدولية، بل وتتصادم مع الشرعية الأممية، وهو ما يهدد مصداقيتها كقوة دولية كبرى".