عمرو حسن يستعيد ذكريات الطفولة الصعبة: «اللحمة كانت حدث نادر في بيتنا»

كشف الشاعر عمرو حسن عن تفاصيل طفولته القاسية والتحديات الاقتصادية التي واجهها مع أسرته، مشيرًا إلى أن هذه الفترة، التي امتدت من سنوات الدراسة الابتدائية وحتى المرحلة الثانوية، تركت بصمة عميقة في شخصيته وأسهمت في تكوين نظرته للحياة والإبداع ،جاء ذلك خلال ظهوره في إحدى حلقات بودكاست «فايق ورايق»، حيث تحدّث بصراحة وشفافية عن تلك المرحلة التي لم تكن سهلة على الإطلاق.
معاناة اقتصادية منذ الصغر
أوضح حسن أن طفولته لم تكن كسائر الأطفال، فالأوضاع الاقتصادية المتواضعة لأسرته فرضت عليهم نمطًا حياتيًا قاسيًا ، وقال إن الأكلات اليومية في معظم الأوقات كانت تعتمد على "هياكل الفراخ"، وهي الوجبة الأكثر تكرارًا على مائدتهم، بينما كان دخول اللحوم إلى البيت أمرًا نادرًا للغاية، لدرجة أن كل مرة كانوا يتناولون فيها قطعة لحمة كانت تتحول إلى حدث استثنائي لا يُنسى.
وأضاف أن تلك الظروف جعلته يقدّر قيمة الطعام البسيط، ويرى في كل وجبة مليئة بالحب والرضا شيئًا لا يقل قيمة عن الولائم الفاخرة، موضحًا أن هذه التجارب المبكرة علمته الصبر والقناعة وألهمته في كتاباته لاحقًا.
الأجنحة.. "رفاهية المناسبات"
بحسّ ساخر ممزوج بالحنين، تحدث الشاعر عن أن الأجنحة كانت بالنسبة لهم "رفاهية المناسبات الخاصة". ففي الأعياد أو عند زيارات الأقارب، كانت الأسرة تعتبر الحصول على أجنحة الدجاج شيئًا مميزًا، بل مكافأة صغيرة وسط حياة مليئة بالتحديات ، وأكد أن تلك التفاصيل الصغيرة، التي قد تبدو عادية للآخرين، صنعت أجمل ذكرياته وأكثرها صدقًا.
وأشار إلى أن البساطة لم تكن مجرد طعام أو ظروف، بل كانت أسلوب حياة كامل، جعلته يدرك لاحقًا أن السعادة الحقيقية لا تأتي من الرفاهية المادية، وإنما من اللحظات الإنسانية الصافية التي تجمع الأهل حول مائدة واحدة مهما كانت متواضعة.
أثر التجربة على مسيرته الفنية
عمرو حسن اعتبر أن هذه المرحلة شكلت حجر الأساس لشخصيته الفنية، حيث منحته رؤية أكثر واقعية للحياة، وأكسبته لغة قريبة من الناس ، وقال: "أنا ابن ظروف صعبة، ويمكن ده اللي خلاني أكتب من قلب الناس وإليهم، من غير مسافة أو حواجز"، مضيفًا أن الشعر بالنسبة له لم يكن مجرد كلمات منمقة، بل وسيلة للتعبير عن معاناة ووجع عاشهما بالفعل.
من البدايات البسيطة إلى الشهرة
رغم قسوة البدايات، يرى حسن أن هذه التجارب صنعت شخصًا أكثر إصرارًا على النجاح، وأكثر قدرة على التواصل مع جمهوره ،فالشاب الذي تربى على أكلات بسيطة مثل "الهياكل والأجنحة" صار اليوم واحدًا من أبرز الأصوات الشعرية في مصر، يحظى بقاعدة جماهيرية واسعة بين الشباب، ويقدّم حفلاته بحضور الآلاف.
واختتم حديثه قائلاً إن ما عاشه لم يكن ضعفًا بل قوة، لأن الحرمان صاغ بداياته وعلّمه كيف يحلم، وكيف يحول الصعاب إلى وقود لطموحه، مضيفًا بابتسامة: "يمكن اللحمة كانت نادرة في طفولتي، بس الحلم كان موجود كل يوم، ومعايا لحد دلوقتي".