عاجل

في ذكرى رحيله .. خالد صالح فنان رحل ولكن أثره مازال حيًا

خالد صالح
خالد صالح

تحل اليوم الذكرى الحادية عشرة لرحيل النجم الكبير خالد صالح، الذي غيّبه الموت في 25 سبتمبر 2014، بعد عملية قلب مفتوح أجراها في مركز مجدي يعقوب بأسوان، لتفقد الساحة الفنية واحدًا من أبرز ممثلي جيله وأكثرهم صدقًا وحضورًا على الشاشة.

النشأة والبدايات

وُلد خالد صالح في 23 يناير 1964 بمدينة أبو النمرس بمحافظة الجيزة، وعاش طفولة قاسية بعد أن فقد والديه صغيرًا، فتربى في كنف شقيقه الأكبر. درس الحقوق في جامعة القاهرة، ومارس مهنة المحاماة لشهر واحد فقط قبل أن يقرر خوض تجارب حياتية مختلفة، منها العمل بالتجارة.

منذ سنوات الجامعة انجذب إلى التمثيل، وشارك في المسرح الجامعي ثم التحق بـ مسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية. لكن الانطلاقة الحقيقية جاءت متأخرة نسبيًا؛ إذ تفرغ للفن عام 2000 وهو في السادسة والثلاثين من عمره، ليعوض ما فاته بموهبة استثنائية وسرعة لفتت الأنظار.

مسيرة خالد صالح الفنية

برع خالد صالح في تقديم الشخصيات المركبة والمعقدة، خصوصًا أدوار الشر، لكنه لم يُحبس داخلها، بل جسّد أدوارًا إنسانية وكوميدية وتراجيدية تركت بصمة قوية.
حيث أنه في السينما قدّم عشرات الأفلام البارزة، من بينها: فيلم تيتو (2004)، فيلم ملاكي إسكندرية (2005)، فيلم عن العشق والهوى (2006)، فيلم عمارة يعقوبيان (2006)، فيلم هي فوضى (2007)، فيلم الريس عمر حرب (2008)، فيلم ابن القنصل (2010)، فيلم المصلحة (2012)، فيلم  فبراير الأسود (2013)، فيلم الجزيرة 2 (2014)

أما في الدراما فقد تألق خالد صالح في مسلسلات مثل: مسلسل سلطان الغرام (2007)، مسلسل بعد الفراق (2008)، مسلسل تاجر السعادة (2009)، مسلسل الريان (2011)، مسلسل فرعون (2013)، مسلسل حلاوة الروح (2014). 

وأخيرًا في المسرح والإذاعة قد شارك في عدة مسرحيات، منها طقوس الإشارات والتحولات، وأنطوريو وكيلو بطة. كما قدّم أعمالًا إذاعية بارزة مثل فيلم عربي وأهلا يا بشاوات.

الجانب الإنساني

لم يقتصر حضوره على الشاشة فقط، بل امتد إلى نشاطات إنسانية وخيرية لافتة، حيث اعتاد زيارة الجمعيات والمراكز الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة في كل بلد يزوره. 

ترك مهرجان الشرق الأوسط للسينما في أبوظبي ثلاثة أيام ليشارك في تدشين مستشفى سرطان الأطفال في السودان، وزار مركز راشد لعلاج ورعاية الأطفال في دبي، معتبرًا ذلك واجبًا إنسانيًا لا ينفصل عن حياته.

الرحيل والوصية

عانى خالد صالح من مشاكل في القلب، وخضع لعملية دقيقة أجراها الجراح العالمي مجدي يعقوب. ورغم نجاح العملية في بدايتها، إلا أن حالته الصحية تدهورت سريعًا ليفارق الحياة صباح الخميس 25 سبتمبر 2014 عن عمر ناهز الخمسين.

ترك وصية مؤثرة لصديقه الفنان الراحل طارق عبدالعزيز، طالبًا أن يُصلى عليه في مسجد عمرو بن العاص يوم جمعة ليكون وسط أكبر عدد من الناس. وبالفعل، ورغم رحيله يوم الخميس، أجّل أهله الصلاة عليه حتى الجمعة تنفيذًا لرغبته الأخيرة، خرجت جنازته حاشدة بحضور نجوم الفن والجمهور، الذين ودّعوه بحزن بالغ، تعبيرًا عن محبته ومكانته الإنسانية والفنية.

الإرث الفني والإنساني

خالد صالح لم يكن مجرد ممثل بارع، بل حالة فنية استثنائية تركت أثرًا عميقًا في وجدان الجمهور. في سنوات قليلة استطاع أن يحقق ما لم يحققه غيره خلال عقود، ليبقى حاضرًا بأعماله الخالدة وشخصياته التي لا تُنسى، إلى جانب إرثه الفني، ترك خلفه ابنه الفنان أحمد خالد صالح، الذي سار على خطاه محاولًا الحفاظ على اسم والده ومكانته.

تم نسخ الرابط