فوزي العشماوي: مناورة ذكية من الرئيس السيسي في لقاء ترمب مع قادة عرب ومسلمين

قال السفير فوزي العشماوي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن اللقاء الذي عقده الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مع عدد من القادة العرب والمسلمين، شهد "مناورة ذكية" من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أعرب عن تقديره لترامب على استضافة الاجتماع، مثمنا الأفكار التي طرحها، مشيرا إلى أن أنها قد تشكل أساسا يمكن البناء عليه لتحقيق السلام.
وأوضح العشماوي في منشو له عبر حسابه على فيسبوك، أن الاجتماع لم يسفر حتى الآن عن نتائج محددة، رغم مشاركة قادة قطر وتركيا والأردن وإندونيسيا وباكستان، إلى جانب رئيس وزراء مصر ووزراء خارجية السعودية والإمارات.
وأشار إلى أن البيان العربي- الإسلامي شدد على عدة ثوابت، أبرزها وقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن الأسرى، ورفض التهجير أو ضم الضفة الغربية، إضافة إلى ضرورة إعادة الإعمار وإصلاح السلطة الفلسطينية.
ولفت مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن ترمب لم يطرح نتائج ملموسة، واكتفى بالإشارة إلى عقده 32 اجتماعا، وأن هذا اللقاء هو "الأهم"، وأنه سيفضي إلى نتائج جوهرية لاحقا.
خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة
ورجح العشماوي أن الخطة الأمريكية المرتقبة ستركز على وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى، وانسحاب إسرائيلي مشروط من غزة دون حركة حماس، مع نشر قوات عربية وفلسطينية لضمان الأمن، وفتح المجال أمام "الهجرة الطوعية".
كما توقع أن يتم حجب البيان النهائي للاجتماع في انتظار لقاء ترمب المرتقب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتنياهو يوم الاثنين المقبل.
واختتم فوزي العشماوي حديثه قائلا: سيكون هذا اللقاء مفصليا: فإما أن يعلن ترمب خطة سلام يفاخر بها طويلًا، أو يستمر نيتنياهو في الغرق بمستنقع غزة الذي لا يعرف كيف يخرج منه.

وفي وقت سابق قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، أٌقدر جهود رئيس الولايات المتحدة الأمريكية "دونالد ترامب" من أجل وقف الحرب الجارية بقطاع "غزة" بشكل خاص، وسعيه لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام.
وتابع الرئيس السيسي، عبر حسابه الرسمي على فيسبوك: نعرب عن تثميننا لما طرحه خلال اجتماعه مع عدد من قادة الدول العربية والإسلامية بنيويورك أمس، والذي أرى أنه أساس هام يمكن البناء عليه خلال الفترة القادمة لتحقيق السلام.
وعلى صعيد آخر تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، اتصالًا هاتفيًا من إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الاتصال تناول متابعة مخرجات القمة الافتراضية التي عُقدت يوم 15 سبتمبر 2025، بدعوة من الرئيس الفرنسي "ماكرون" لمناقشة مستجدات الأوضاع الإقليمية، وعلى رأسها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والعدوان الإسرائيلي الغاشم على دولة قطر الشقيقة.
وأعرب الرئيس عن تقديره لمبادرة الرئيس الفرنسي بالدعوة لعقد هذه القمة، التي هدفت إلى بحث سبل خفض التصعيد في المنطقة.
وأشار السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، إلى أن الاتصال تناول أيضاً التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر “حل الدولتين”، المقرر عقده في 22 سبتمبر 2025، على هامش أعمال الشق رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث تم التأكيد على أهمية هذا المؤتمر كخطوة محورية نحو الاعتراف بدولة فلسطين، تنفيذاً لمبدأ حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي هذا السياق، جدد الرئيس ترحيبه بإعلان فرنسا اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين، معتبراً أن هذه الخطوة تمثل مساهمة إيجابية في تحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، وداعياً الدول التي لم تعترف بعد بفلسطين إلى اتخاذ خطوات مماثلة، دعماً للمسار الدولي نحو إنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أطلع الرئيس الفرنسي على أبرز مخرجات القمة العربية – الإسلامية الطارئة التي انعقدت في الدوحة في ذات اليوم.