إحنا بقينا نعيش في زمن الصور البراقة والكلمات الجاهزة زمن فيه الضحكة ممكن تبقى أداة والكلمة الحلوة ممكن تبقى ورقة ضغط والعلاقات ساعات تتحول لمسرح كبير كل واحد فيه لابس قناعه المتقن.
تشوفهم قدام الناس ضحك وسلام وأحضان و”منورة حياتي”.
تفتح السوشيال ميديا تلاقي لايكات رايحة جاية وكومنتات كلها قلوب وورود.
تقول دي صداقة بجد دي محبة صافية.
لكن الحقيقة إنك لو شفت الكواليس هتعرف إن أغلب اللي بيحصل مجرد “Show” معمول للجمهور.
اللعبة كلها مصالح
الوشوش المخادعة ليها قواعد
لو ليك فايدة هتلاقيهم جنبك طول الوقت.
لو عندك نجاح هيبقوا أول المصفقين.
لو وقعت هتفتقد حتى كلمة “عامل إيه”.
الموضوع مش حب ولا صدق الموضوع حسابات.
مين ينفع أبان معاه؟
مين صورتي جنبه هالمعني أكتر؟
مين ممكن يفتحلي باب أنا محتاجاه؟
واللي يوجع بجد إنهم مش بس بيعملوا كده دول كمان بيصدقوا نفسهم!
يعيشوا الدور بإتقان لدرجة إنك تفتكر إن وشوشهم دي الحقيقة وتنسى إن كل حاجة معمولة على مقاس المصلحة.
الخدعة الكبيرة مش في الأقنعة الخدعة إننا نصدقها.
نصدق إن الكلام المعسول محبة ونفاجأ بعد وقت إننا كنا مجرد محطة او كارت مؤقت اتلعب بيه.
لكن المواقف عمرها ما بتجامل.
تيجي لحظة الاحتياج تسقط الأقنعة كلها.
اللي بيحبك فعلاً هيفضل واللي كان عايش على المصلحة هيختفي وكأنك عمرك ما عديت عليه.
الوجوه دي بتكشف لنا درس مهم: إن الحب الحقيقي والصحوبية مش محتاجين جمهور ولا محتاجين يتزوقوا بكاميرا وفلاتر.
المحبة الحقيقية بتبان في أبسط المواقف سؤال صادق في وقت تعبك كلمة حقيقية وقت ضعفك وجود ملموس وقت ما الكل مشي.
الوشوش قد تخدعنا بالابتسامة والكلمات قد تضللنا بالحنان الزائف لكن المواقف… المواقف هي المرايا التي لا تعرف التزييف.
وفي النهاية الإنسان مش بما يرتديه من أقنعة بل بما يبقى منه حين تسقط الأقنعة جميعها.