في ذكرى ميلاده.. الوسط الفني يحيي إرث محمد طه أسطورة الموال الشعبي

في ذكرى ميلاده، يتجدد الحنين إلى صوت يُجسد روح الريف المصري، ويُعيد إلى الأذهان عبق الموال الشعبي الأصيل، إنه الفنان الكبير محمد طه، أحد أبرز رموز الغناء الشعبي في مصر، وصاحب إرث فني استثنائي تجاوز 100 ألف موال، ما جعله علامة فارقة في تاريخ الموسيقى الشعبية.
بصمة محمد طه
لم يكن محمد طه مجرد مطرب يؤدي الألحان، بل كان مدرسة قائمة بذاتها، ترك بصمته على كل من جاء بعده في فن الموال.، بصوته الفريد، وارتجالاته الشعرية التي اتسمت بالحكمة والبلاغة، أعاد لهذا الفن الشعبي هيبته، وجعله جزءًا لا يتجزأ من التراث الغنائي المصري.
إحياء فن الموال
ويؤكد الدكتور أشرف عبد الرحمن، أستاذ النقد الموسيقي، في تصريحات عبر القناة الأولى المصرية، أن محمد طه لعب دورا كبيرا في إحياء فن الموال، بعد أن كان على هامش الساحة الفنية. وأوضح أن ما امتلكه من خامة صوتية نادرة وموهبة في التلحين الفوري جعلاه فريدًا في مجاله.
بدأ الفنان الكبير محمد طه مسيرته من بدايات بسيطة، حيث عمل في أحد مصانع النسيج قبل أن تكتشفه الصدفة. ففي خمسينيات القرن الماضي، لفت انتباه الإعلامي طاهر أبو زيد، الذي قدمه للجمهور عبر الإذاعة المصرية وبرنامج "أضواء المدينة"، لتبدأ بعدها رحلته الفنية الثرية التي امتدت داخل مصر وخارجها.
قدرة مذهلة على الارتجال
تميز محمد طه بصوت شعبي فريد وقدرة مذهلة على الارتجال والتلحين الفوري، ما جعله واحدًا من أعمدة فن الموال الشعبي في مصر. لم يكن مجرد مطرب، بل كان مدرسة متكاملة ألهَمت أجيالًا من المطربين، وساهمت في الحفاظ على هوية هذا اللون الغنائي وسط التغيرات الفنية المتسارعة.
حضر صوته في الاحتفالات الوطنية، وكان من المطربين المقربين للزعيم جمال عبد الناصر، الذي أعجب بأدائه وتأثيره الكبير على الجمهور. كما شارك في عشرات الأفلام، وزار عدة دول ممثلًا للفن المصري الأصيل.
وبعد رحيله، ترك محمد طه إرثًا فنيًا خالدًا تجاوز الـ100 ألف موال، لا يزال صداه يتردد في وجدان المصريين، كلما سمعوا صوتًا يحكي عن الحب والكرامة والناس البسطاء.