عاجل

انتشار القمامة في ترع دمياط يثير غضب الأهالي ويهدد البيئة والصحة العامة

ترع دمياط
ترع دمياط

تشهد ترعة دمياط خلال الفترة الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في كميات القمامة والمخلفات التي تطفو على سطح المياه أو تتجمع على الجوانب الأمر الذي أثار حالة من الاستياء بين الأهالي الذين يعتمدون على الترعة كمصدر لري الأراضي الزراعية أو كممر مائي يمرون بجواره بشكل يومي حيث أصبحت المشاهد المؤلمة للمخلفات البلاستيكية وبقايا الأطعمة والأكياس الملقاة بلا مبالاة جزءًا من الحياة اليومية على حد وصف عدد من السكان الذين أكدوا أن الوضع لم يعد يحتمل.

أم محمد ربة منزل تسكن بالقرب من الترعة قالت إن المنظر يوميًا أصبح يؤذي العين والأنف معًا فالرائحة لا تُحتمل خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وأضافت أنها تمنع أبناءها من الاقتراب من المياه خوفًا من الأمراض بينما يرى محمود عبد العاطي وهو مزارع أن التلوث ينعكس بشكل مباشر على جودة مياه الري التي تصل إلى الأراضي مؤكدا أن القمامة تؤدي إلى انسداد بعض الفتحات وتباطؤ حركة المياه مما يضر بالمحاصيل ويهدد الموسم الزراعي بأكمله.

في المقابل أوضح شاب يدعى أحمد من أبناء المنطقة أنه يمر يوميًا بجوار الترعة في طريقه للعمل ويشاهد المشهد الذي وصفه بالمخزي حيث تتكدس القمامة على مسافات طويلة دون أن يتحرك أحد وقال إن الأمر لم يعد مجرد شكوى فردية بل تحول إلى أزمة عامة يعاني منها الجميع لافتًا إلى أن انتشار الحشرات والبعوض بات مشكلة يومية ترتبط بتلك المخلفات وأضاف أن الأطفال الصغار معرضون للإصابة بأمراض جلدية وتنفسية نتيجة هذه البيئة الملوثة.

أما الحاج عبدالسلام وهو من كبار السن المقيمين بجوار الترعة فأكد أن الترعة كانت قديمًا مصدرًا للحياة والجمال وكان الأهالي يجلسون على ضفافها للاستراحة لكنها الآن أصبحت مصدرًا للخوف والاشمئزاز بعدما تحولت لمكب قمامة مفتوح لا يحترم حرمة المياه ولا صحة الإنسان بينما عبّرت سيدة أخرى تُدعى منى عن حزنها قائلة إنها كانت تحلم أن ترى أطفالها يلعبون بالقرب من المياه لكن مع هذا الوضع لم تعد تستطيع حتى فتح النوافذ المطلة على الترعة بسبب الروائح الكريهة.

وقد أبدى عدد من الشباب استياءهم من استمرار تراكم القمامة بهذا الشكل مؤكدين أن الوضع لا يحتاج سوى وعي من الأهالي وعدم إلقاء المخلفات في الترعة بالإضافة إلى متابعة مستمرة للحفاظ على النظافة فيما شدد آخرون على أن القمامة أصبحت مصدر خطر حقيقي ليس فقط على البيئة بل أيضًا على الصحة العامة حيث تفرز الملوثات مواد سامة تؤثر على نوعية المياه وعلى الكائنات الحية التي تعيش فيها.

وقد أكد عدد من الأهالي أن الوضع الحالي لا يمكن السكوت عليه وأن ترعة دمياط التي تمثل شريان حياة لمئات القرى والمزارع يجب أن تظل نظيفة وآمنة لأنها ليست مجرد ممر مائي عادي وإنما ركيزة أساسية في حياة الناس بالمنطقة مؤكدين أن استمرار التلوث بهذا الشكل قد يتسبب في أزمات أكبر على المدى القريب والبعيد سواء على مستوى الزراعة أو الصحة أو حتى صورة المدينة أمام زوارها.

وبينما تتزايد شكاوى الناس يوما بعد يوم يبقى المشهد على حاله حيث القمامة تطفو وتنتشر والروائح تنبعث والحشرات تزداد والأهالي يطلقون صرخات متكررة أملا في أن يجدوا حلا يضع حدا لهذه المعاناة المستمرة فالترعة بالنسبة لهم ليست مجرد مياه تجري بل حياة بأكملها تهددها المخلفات العشوائية التي لا ترحم.

تم نسخ الرابط