العام الدراسي الجديد.. تعليم دمياط والأمن يشاركان أبناء الشهداء (صور)

شهدت محافظة دمياط مشهداً استثنائياً يفيض بالمعاني الوطنية والإنسانية، حيث التقت مشاعر العرفان بالوفاء في مبادرة مؤثرة حملت أبعاداً إنسانية عميقة ورسائل وطنية واضحة.
تعليم دمياط والأمن يشاركان أبناء الشهداء أول أيام الدراسة
ففي أول أيام العام الدراسي الجديد، شارك ياسر عمارة، وكيل وزارة التربية والتعليم بدمياط، وفداً رفيع المستوى من مديرية أمن دمياط في اصطحاب أبناء الشهداء إلى مدارسهم، في لفتة تحمل أسمى معاني التضامن والاعتزاز بتضحيات الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن.
المشهد لم يكن مجرد إجراء بروتوكولي أو حضور شكلي، بل جاء نابضاً بالمعاني السامية، إذ جسد صورة عملية لرعاية الدولة المصرية لأسر الشهداء وتأكيدها أن أبناء هؤلاء الأبطال يحظون بكل أشكال الدعم والاهتمام، وأن تضحيات آبائهم وأمهاتهم ستظل خالدة في ذاكرة الوطن.
وحرص وكيل الوزارة على أن يكون بنفسه جزءاً من هذه المبادرة، ليبعث برسالة مباشرة لهؤلاء الطلاب مفادها أن الوطن يضعهم في القلب ويمنحهم المكانة التي يستحقونها.
وخلال الزيارة التي جرت في أجواء إنسانية مفعمة بالمشاعر، قام الأستاذ ياسر عمارة، يرافقه وفد من قيادات مديرية الأمن، باصطحاب الطالب إبراهيم فاروق إبراهيم العطوي، نجل أحد شهداء الوطن، في أول يوم دراسي له بمدرسة دمياط الإعدادية بنين.
وقد ترك هذا الموقف أثراً عميقاً في نفس الطالب وأسرته، حيث شعروا بأن الدولة لا تكتفي بمجرد تكريم رمزي لشهدائها، بل تترجم ذلك إلى ممارسات عملية تعكس الاهتمام الحقيقي والدائم بأسرهم وأبنائهم.
هذا الموقف المؤثر لم يقتصر أثره على الطالب وحده، بل امتد ليشمل جميع الحاضرين الذين عايشوا لحظة إنسانية نادرة جمعت بين العرفان بتضحيات الشهداء وبين الإصرار على مواصلة مسيرة البناء.
فقد بدت الفرحة واضحة على وجوه الطلاب والمعلمين الذين تابعوا هذه اللفتة المميزة، وأكدت المبادرة للجميع أن دماء الشهداء لم تذهب هدراً، وأن أبناءهم يسيرون في رعاية الوطن الذي ضحى آباؤهم من أجله.
وقد عبرت أسرة الشهيد عن امتنانها لهذه المبادرة التي اعتبرتها رسالة دعم قوية تحمل في طياتها معاني الوفاء والاعتزاز، وأكدت أن هذا الموقف سيظل محفوراً في ذاكرتهم كدليل حي على أن الوطن لا ينسى أبناءه المخلصين.
كما رأى الحاضرون أن مثل هذه المبادرات تسهم في تعزيز روح الانتماء لدى الطلاب وتشجعهم على المثابرة والاجتهاد في دراستهم، إيماناً منهم بأنهم يحملون راية أمانة كبيرة عليهم أن يصونوها.
وتعكس هذه المبادرة جانباً من حرص الدولة المصرية بمؤسساتها المختلفة على دمج القيم الوطنية في تفاصيل الحياة اليومية، وربط الأجيال الجديدة بتاريخهم وتضحيات من سبقوهم، بما يسهم في تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ مبادئ التضحية والإخلاص في وجدان الطلاب.
وفي النهاية، جاء اليوم الدراسي الأول لأبناء الشهداء في دمياط مختلفاً بكل المقاييس، إذ غلبت عليه أجواء من التقدير والدعم النفسي والمعنوي، لتؤكد مرة أخرى أن مصر لا تنسى أبناءها وأن الشهداء باقون في قلوب الوطن وأبنائه.





