في ذكرى ميلاده.. محمد وفيق أيقونة الأدوار التاريخية

تحل اليوم، 24 سبتمبر، ذكرى ميلاد الفنان القدير محمد وفيق علي، أحد أبرز الوجوه التي قدمت للدراما المصرية أعمالًا خالدة وأدوارًا تاريخية رسخت في وجدان المشاهدين، قبل أن يرحل عن عالمنا في 14 مارس 2015، تاركًا خلفه رصيدًا ضخمًا من الأعمال السينمائية والتليفزيونية تجاوز 220 عملًا.
النشأة والبدايات
وُلد محمد وفيق في مدينة الإسكندرية عام 1947م، لأسرة أكاديمية حيث كان والده أستاذًا جامعيًا، تلقى تعليمه الثانوي في المدرسة المرقسية الثانوية بالإسكندرية، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج منه عام 1967 حاصلاً على البكالوريوس.
كان الفنان محمد وفيق ضمن دفعة استثنائية في تاريخ المعهد، ضمّت عددًا من عمالقة الفن لاحقًا مثل نور الشريف، مجدي وهبة، شاكر عبد اللطيف، وعبد العزيز مخيون. وخلال سنوات دراسته، بدأ خطواته الأولى من خلال التدريب في معهد التليفزيون، حيث تعلم قواعد الوقوف على المسرح وأصول الأداء.
بداية المشوار الفني
شارك محمد وفيق في بداياته في أعمال مسرحية خارجية، منها مسرحية “سندباد” من إخراج أحمد زكي، التي لفتت أنظار المخرج الكبير يوسف شاهين، فقرر الأخير أن يسند إليه أحد مشاريعه، إلا أن التجربة لم تكتمل. ورغم ذلك، اعتبر وفيق تلك المرحلة انطلاقة مهمة فتحت أمامه الأبواب للعمل في الدراما.
جاءت بداية محمد وفيق الحقيقية عبر شخصية الظاهر بيبرس في مسلسل “الكتابة على لحم يحترق”، ثم شارك في مسلسل “المرشدي عنتر”، ليثبت نفسه كأحد أهم الممثلين الشباب في تلك الفترة، قبل أن تتوالى أدواره التاريخية والاجتماعية.
أعمال خالدة
ارتبط اسم محمد وفيق بعدد من المحطات الفنية المميزة التي صنعت شعبيته:
ففي السينما، قدم شخصية عمرو بن العاص في الفيلم العالمي “الرسالة”، ليترك بصمة قوية في الأعمال التاريخية، وفي الدراما الوطنية، جسد شخصية عزيز الجبالي ضابط المخابرات المخضرم في الملحمة الشهيرة “رأفت الهجان”، وهو الدور الذي لا يزال عالقًا في ذاكرة الجمهور، بجانب شاشة السينما أيضًا، حيث شارك في واحد من أهم أفلام التسعينيات “الهروب” مع النجم أحمد زكي، من إخراج عاطف الطيب، وظل نشطًا حتى سنواته الأخيرة، حيث شارك في مسلسل “ألف ليلة وليلة” عام 2015، والذي كان آخر أعماله قبل رحيله.
الحياة الشخصية
عاش محمد وفيق قصة حب استثنائية مع الفنانة كوثر العسال، ابنة خالته، بدأت منذ الطفولة. ورغم أنها تزوجت في البداية من شخص آخر واستمر زواجها لأكثر من 20 عامًا، ظل وفيق وفيًا لها حتى تزوجا في أواخر الثمانينيات. وصف علاقتهما في لقاءات سابقة بأنها “الزواج السعيد”، مؤكدًا: “أنا وكوثر ملناش غير بعض في الحياة”.
استمر زواجهما حتى رحيلها في نهاية عام 2013، وهو الحدث الذي أثر عليه بشدة، خاصة أنه كان يكبرها بأكثر من عشرة أعوام، ومع ذلك كان يعتبرها السند الأقرب والأغلى في حياته.
رحيل بعد عملية قلب مفتوح
رحل الفنان محمد وفيق في 14 مارس 2015 بالقاهرة عن عمر ناهز 67 عامًا، بعد خضوعه لعملية قلب مفتوح.
ومع رحيله، خسر الوسط الفني واحدًا من أبرز الوجوه التي امتازت بالقدرة على تجسيد الأدوار المركبة والتاريخية، وترك وراءه إرثًا كبيرًا قوامه 220 عملًا فنيًا بين السينما والمسرح والدراما التليفزيونية