150 منبرًا بالفيوم يرشدون المجتمع .. الأوقاف والأزهر معًا في مواجهة الإسراف

شهدت محافظة الفيوم مساء الثلاثاء 23 سبتمبر 2025م، انطلاق فعاليات دعوية موسعة حملت عنوان: "منهج النبي ﷺ في الترشيد وذم الإسراف"، حيث نظّمت مديرية أوقاف الفيوم بالتعاون مع الأزهر الشريف، ندوات علمية في إطار برنامج المنبر الثابت، عقب صلاة العشاء، شملت (150) مسجدًا موزعة على مختلف مراكز وقرى المحافظة.
نشر الوعي الديني والفكري
وجاءت هذه الندوات تنفيذًا لتوجيهات وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، وبرعاية الشيخ سلامة عبد الرازق مدير المديرية، وبإشراف مباشر من الشيخ يحيى محمد مدير الدعوة، تأكيدًا على حرص الوزارة على تفعيل دور المنابر في نشر الوعي الديني والفكري، وربط الناس بالهدي النبوي في حياتهم اليومية.
إشادة بالتعاون المؤسسي
الندوات عكست ثمرة التعاون المتواصل بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف في توحيد الخطاب الدعوي، إذ شارك فيها نخبة من العلماء والوعاظ الذين تناولوا مفهوم الترشيد في الإسلام باعتباره قيمة إنسانية وحضارية، مؤكدين أن ديننا الحنيف يضع ضوابط واضحة تحمي الإنسان من الإفراط والتفريط، وتدعوه إلى الاعتدال في شتى شؤون حياته.
رسائل العلماء في المنابر
واستشهد المحاضرون بحديث رسول الله ﷺ: "كلوا واشربوا، والبسوا وتصدقوا، في غير إسراف ولا مخيلة"، موضحين أن الإسلام لم يقصر النهي عن الإسراف على الطعام والشراب فحسب، بل وسّعه ليشمل كل أنماط الاستهلاك في الحياة، بدءًا من استخدام الماء والكهرباء والغاز، وصولًا إلى عادات الإنفاق في المناسبات والمظاهر الاجتماعية.
كما عرض العلماء قصة مرور النبي ﷺ بسيدنا سعد رضي الله عنه وهو يتوضأ، فقال له: "ما هذا السرف؟"، فلما سأله سعد: "أفي الوضوء إسراف؟" أجابه النبي: "نعم وإن كنت على نهر جارٍ". وقد اعتبر الوعاظ هذا الحديث دلالة قوية على شمولية النهي عن الإسراف حتى في أيسر الأمور.
دور الدعوة في بناء الوعي
وأكد المشاركون أن هذه الندوات لا تقتصر على جانب الوعظ والإرشاد فحسب، بل تهدف إلى إعادة تشكيل وعي المجتمع وفق القيم الإسلامية الصحيحة التي تدعو إلى الوسطية والاعتدال، بما يعزز روح الانتماء الوطني ويحافظ على موارد الدولة وثرواتها.
كما أشاروا إلى أن الإسراف لا يضر الفرد وحده بل ينعكس أثره السلبي على المجتمع بأسره، مما يجعل الدعوة إلى الترشيد ضرورة دينية ووطنية في آن واحد.
ترسيخ الفكر الوسطي
وتأتي هذه الجهود في إطار رؤية وزارة الأوقاف لنشر الفكر الوسطي المستنير، ومواجهة مظاهر الغلو والتطرف الفكري من جهة، والإفراط في الاستهلاك والإسراف من جهة أخرى، من خلال تفعيل دور المساجد باعتبارها منابر للعلم والتوعية والإصلاح.
وب تحولت مساجد الفيوم في ليلة واحدة إلى ساحات مضيئة بالعلم والوعي، أكدت أن الدعوة الإسلامية متجددة وعصرية، قادرة على أن تقدّم حلولًا واقعية لمشكلات المجتمع اليومية، مستندة إلى الهدي النبوي الشريف ومقاصد الشريعة السمحة.