عاجل

شيماء طلخان: تعنيف الأطفال تحت شعار التربية يترك ندوبًا نفسية مدى الحياة

تعنيف الأطفال
تعنيف الأطفال

حذرت الدكتورة شيماء طلخان، استشاري الصحة النفسية وتعديل السلوك، من خطورة تعنيف الأطفال بشكل مستمر تحت دعاوى تربوية مثل "إعدادهم للحياة" أو "جعلهم أقوياء"، مؤكدة أن هذا السلوك يُضعف ثقة الطفل بنفسه، ويخلّف آثارًا نفسية سلبية قد تستمر معه مدى الحياة.

وقالت طلخان، خلال حوارها مع الإعلامية مروة شتلة في برنامج "البيت" المذاع على شاشة قناة الناس، اليوم الثلاثاء، إن التربية الصحية تقوم على التوازن، موضحة أن "خير الأمور الوسط"، فالتربية المتزنة هي التي تمنح الطفل الأمان النفسي مع تعليم تحمل المسؤولية، دون اللجوء إلى الإفراط في الشدة أو التدليل.

المقارنات بين الإخوة أو الأقارب تمثل أشكال العنف النفسي

وشددت على أن المقارنات بين الإخوة أو الأقارب تمثل أحد أشكال العنف النفسي المؤذي للأطفال، سواء كانت المقارنة في السلوك أو الدرجات أو التصرفات، مشيرة إلى أن دراسة أجرتها جامعة هارفارد عام 2022 أثبتت أن الأطفال الذين يتعرضون للمقارنات باستمرار ترتفع لديهم نسبة الإصابة بالاكتئاب إلى 35% مقارنة بغيرهم.

وأضافت أن المقارنة تحرم الطفل من رؤية نقاط قوته، وتدفعه للتركيز على نقاط ضعفه، مما يؤدي إلى تراجع ثقته بنفسه وزيادة شعوره بالنقص، وهو ما ينعكس سلبًا على سلوكه وتطوره النفسي.

الدور الحقيقي للأهل هو دعم أطفالهم نفسيًا

وأكدت طلخان أن الدور الحقيقي للأهل هو دعم أطفالهم نفسيًا، من خلال إبراز نقاط القوة في شخصياتهم وتشجيعهم على تطويرها، بدلًا من تحطيمهم نفسيًا بالمقارنات أو القسوة، مشددة على أن "الطفل القوي نفسيًا هو من يشعر أنه محبوب ومقبول كما هو، لا من يتعرض للتوبيخ المستمر أو المقارنات المؤذية".

حذّرت الدكتورة شيماء طلخان، استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري، من تراجع دور التجمعات العائلية في البيوت المصرية خلال السنوات الأخيرة، مؤكدة أن اختفاء ما يُعرف بـ "لمة الأسرة" بفعل ضغوط العمل والانشغال بوسائل التواصل الاجتماعي أفقد الأطفال والكبار أحد أهم مصادر الأمان النفسي.

وأوضحت طلخان، في لقاء عبر شاشة التليفزيون المصري، أن الأسرة المصرية كانت فيما مضى تتميز بروتين يومي ثابت؛ إذ كان الأب يعود إلى منزله في وقت محدد لتجتمع العائلة على مائدة الغداء وتقضي وقتًا مشتركًا، وهو تقليد تلاشى تدريجيًا مع تغيّر أنماط الحياة وتزايد الالتزامات.

فقدان هذه الطقوس يترك ندوبًا نفسية

وأكدت أن فقدان هذه الطقوس لا يمر دون أثر، بل يترك ندوبًا نفسية قد تصل إلى مستوى "التروما"، حتى وإن لم يدرك الأبناء ذلك في حينه، مشيرة إلى أن الذكريات العائلية واللحظات اليومية المشتركة تشكّل "جزيرة أمان" تحمي الأطفال من ضغوط الحياة وتغرس فيهم شعورًا بالاستقرار الداخلي.

تم نسخ الرابط