مصر تؤكد تمكين النساء ذوات الإعاقة كضرورة استراتيجية في الحوار الأورومتوسطي

شاركت الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، عبر تقنية الفيديو كونفرانس في الحوار الأورومتوسطي رفيع المستوى حول الإعاقة، الذي انعقد ظهر اليوم بمقر الاتحاد من أجل المتوسط بقصر بيدرالبس في برشلونة بإسبانيا، وذلك بدعوة من الاتحاد من أجل المتوسط (UfM)، والمجموعة الاجتماعية لـ (ONCE)، والمديرية العامة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بالحكومة الإسبانية.
الحوار الأورومتوسطي رفيع المستوى حول الإعاقة
وشارك في اللقاء ممثلون عن الحكومات الوطنية المسؤولة عن شؤون الإعاقة، والمنظمات الدولية والإقليمية، وقادة المنظمات الإقليمية للأشخاص ذوي الإعاقة، بهدف إقرار أجندة الأورومتوسطية للإعاقة، استنادًا إلى نظرية التغيير (ToC) والأعمال السابقة في هذا المجال.
مصر تؤكد تمكين النساء ذوات الإعاقة كضرورة استراتيجية في الحوار الأورومتوسطي
وخلال كلمتها، أوضحت الدكتورة إيمان كريم أن النساء ذوات الإعاقة في منطقتنا يواجهن تمييزًا متقاطعًا يؤدي إلى عوائق مضاعفة أمام مشاركتهن في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مؤكدة أن الدولة المصرية تدرك أن تمكين النساء ذوات الإعاقة ليس عملًا خيريًا، بل ضرورة استراتيجية لتحقيق التنمية الشاملة.


وأضافت أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي حققت إنجازات ملموسة في ملف الإعاقة، حيث تم تطبيق التعليم الدامج على جميع المستويات، وتدريب أكثر من 110 آلاف معلم على استراتيجيات الدمج، إلى جانب إنشاء مراكز دعم للإعاقة بالجامعات مزودة بتقنيات متخصصة تشمل طريقة برايل ولغة الإشارة وقارئات الشاشة. كما ألزمت المؤسسات التي يعمل بها أكثر من 20 موظفًا بتخصيص 5% من الوظائف للأشخاص ذوي الإعاقة، مع توفير التيسيرات اللازمة، وتنظيم معارض توظيف وبرامج تدريب مهني خاصة بالنساء ذوات الإعاقة.
وفي مجال الإتاحة، أكدت تطبيق الكود الهندسي المصري رقم (601) في المشروعات الجديدة والقائمة، وتعديل اللوائح لإعفاء وسائل النقل الفردية الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة من الجمارك بالتعاون مع الجهات المعنية.
واستعرضت كريم المبادرات الرائدة، ومنها برنامج "قادرون" للصحة الإنجابية الذي وصل إلى 42 امرأة وفتاة من ذوات الإعاقة، وورش عمل رقمية للوقاية من العنف لـ 71 امرأة تناولت الأمان الإلكتروني وآليات الحماية. كما أطلقت المبادرة القومية "أسرتي قوتي" تحت رعاية السيدة انتصار السيسي، قرينة رئيس الجمهورية، لدعم الأسرة باعتبارها حجر الزاوية في تمكين النساء ذوات الإعاقة، من خلال تدريبات متنوعة على فهم الحقوق وآليات المناصرة.
وأشارت إلى أن دعم القيادة السياسية للتشريعات الوطنية ساهم في منح المجلس مساحات واسعة للمشاركة في الحوار الوطني والتواصل مع البرلمان حول قضايا المساواة بين الجنسين ومعايير العمل الدولية، موضحة أن بناء القدرة على الصمود يتطلب تغييرات منهجية عبر أربعة أبعاد: الصمود الاقتصادي بريادة الأعمال والتمويل متناهي الصغر، الصمود الاجتماعي عبر شبكات المجتمع، الصمود الرقمي من خلال إتاحة الإنترنت، والصمود المناخي عبر الاستعداد للكوارث.
وأكدت كريم على مجموعة توصيات إقليمية لقضايا النساء ذوات الإعاقة، شملت إدماج قضايا الإعاقة في جميع السياسات الوطنية، وتطبيق موازنات تراعي النوع الاجتماعي، وإنشاء آليات للرصد وبناء قدرات مقدمي الخدمات، إضافة إلى تأسيس شبكات لتبادل الخبرات والمبادرات المشتركة بين دول الاتحاد من أجل المتوسط.
واختتمت كلمتها بالتأكيد على أن النساء ذوات الإعاقة لسن مستفيدات فقط بل صانعات تغيير، وأنه يجب تجاوز النهج الخيري إلى الأطر الحقوقية التي تكفل مشاركتهن الفاعلة من مجالس الإدارة إلى البرلمانات، مشيرة إلى أن التعاون المشترك قادر على بناء منطقة أورومتوسطية تحتضن التنوع وتُمكّن جميع المواطنين من المشاركة في تشكيل مستقبلهم.
الجدير بالذكر أن الحوار الأورومتوسطي حول الإعاقة يهدف إلى إقرار أجندة مبنية على نظرية التغيير، بما يتماشى مع اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (CRPD)، وأهداف التنمية المستدامة (SDGs)، واستراتيجية الاتحاد الأوروبي لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. كما يسعى لوضع خطة عمل قصيرة ومتوسطة المدى لتحديد الأولويات وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجالات التشغيل والتمكين الاقتصادي، الحماية الاجتماعية، المساواة بين الجنسين، دعم المهاجرين واللاجئين ذوي الإعاقة، إلى جانب الاستجابة للكوارث الطبيعية والبشرية، وتشجيع التعاون بين الحكومات ومنظمات الأشخاص ذوي الإعاقة والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمنظمات الدولية.