عاجل

بين الشرع والمجتمع.. هل يقبل المجتمع بزواج الرجل من شقيقة طليقته؟

هبه عوف
هبه عوف

أثار أحد المسلسلات المصرية جدلًا واسعًا بعد طرحه لقضية زواج الرجل من شقيقة طليقته، وهو ما دفع الإعلامي أحمد سليم إلى فتح الملف في برنامجه "كلمة أخيرة" عبر شاشة ON، بمشاركة كل من الداعية الإسلامي الدكتور خالد الجمل، وأستاذة التفسير بجامعة الأزهر الدكتورة هبة عوف.

الحكم الشرعي واضح

أكدت الدكتورة هبة عوف أن الحكم الشرعي في هذه المسألة "مقطوع به بالقرآن الكريم والسنة النبوية"، مستشهدة بقوله تعالى: {وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ}. 

وأوضحت أن التحريم يقتصر على الجمع بين الأختين في وقت واحد، أما بعد الطلاق وانتهاء العدة، فإن الزواج من شقيقة الزوجة السابقة حلال شرعًا ولا خلاف فيه.

وأضافت أن التحريم يمتد طوال فترة العدة في حالة الطلاق الرجعي، مؤكدة أن هذا الأمر "مجمع عليه بأقوال العلماء". لكنها شددت على أن الأعراف الاجتماعية قد تجعل هذا الزواج غير مقبول، لافتة إلى أن الحكمة من تحريم الجمع بين الأختين تعود إلى الحفاظ على صلة الرحم. ومن ثم، فإذا كان الزواج قد يؤدي إلى قطيعة أسرية، فإن "الأولى هو التورع والبعد عنه"، مع التأكيد على أن ذلك لا يجعله محرمًا.

العرف وتأثيره على القرار

من جانبه، اتفق الدكتور خالد الجمل على جواز الزواج شرعًا، لكنه ركز على أهمية العرف كعنصر حاسم في هذه القضايا. واستشهد بقوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ}، موضحًا أن العرف قد يشدد على النص الشرعي، بل ويجرم بعض الأفعال حتى وإن كانت مباحة.

وأضاف الجمل أن "العرف هو ما تعارف عليه الناس"، ولكل مجتمع أعرافه الخاصة، معتبرًا أن طالما الأمر مباح شرعًا وليس واجبًا، فإن الشخص يمتلك "رفاهية الإباحة"، أي حرية الاختيار في الإقدام على الزواج أو تركه، مرجحًا الأخذ بالعرف السائد لتجنب إثارة الحساسية داخل المجتمع.

بين النص والعرف

خلص النقاش إلى أن الحكم الشرعي يُجيز زواج الرجل من شقيقة طليقته بعد انتهاء العدة، لكن العرف الاجتماعي يظل عاملاً مؤثرًا قد يجعل الأمر مرفوضًا على المستوى الأسري والمجتمعي، ليبقى القرار في النهاية مرهونًا بالموازنة بين الإباحة الشرعية والاعتبارات الاجتماعية.

تم نسخ الرابط