دحلان: رفع العلم الفلسطيني في لندن مشهد تاريخي يربك إسرائيل ويكشف ارتباكها
وصف الكاتب الصحفي طارق دحلان، مشهد رفع العلم الفلسطيني فوق مقر البعثة الفلسطينية في العاصمة البريطانية لندن، بأنه "مشهد تاريخي ومزلزل"، يحمل دلالات سياسية عميقة، خاصة في ظل تسارع الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية خلال الأيام الأخيرة.
التحول الدولي يضع إسرائيل في مأزق سياسي كبير
وأضاف دحلان، خلال مداخلة عبر قناة إكسترا نيوز: "ما نشهده اليوم من رفع للعلم الفلسطيني في قلب بريطانيا، الدولة التي أعطت وعد بلفور وقدمت الأرض لمن لا يستحق، يعكس تحولا كبيرا في المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية، ويأتي بعد اعترافات جديدة من دول كبرى مثل كندا وأستراليا، وقد نشهد قريبا اعترافا فرنسيا أيضا".
وأشار إلى أن هذا التحول الدولي يضع إسرائيل في مأزق سياسي كبير، خاصة أنها تحاول جاهدة التملص من هذه التطورات عبر البحث عن حلول بديلة أو الالتفاف على موجة الاعترافات المتزايدة.
وأوضح دحلان أن حكومة بنيامين نتنياهو تعيش حالة من الارتباك الواضح، مضيفا: "هذه الحكومة تحاول التقليل من أهمية هذه الاعترافات وتدعي أنها بلا قيمة، لكنها في الواقع تعيش صدمة حقيقية، فالمشهد مؤلم لها على كل المستويات".
التطورات لن يقتصر على الساحة الدبلوماسية
وأكد أن تأثير هذه التطورات لن يقتصر على الساحة الدبلوماسية، بل قد نشهد ردود فعل عسكرية على الأرض، سواء في غزة أو في الضفة الغربية والقدس المحتلة، مشيرا إلى أن إسرائيل قد تلجأ إلى التصعيد العسكري كوسيلة لتشتيت الأنظار عن الضغط السياسي والدولي الذي تتعرض له.
وحول الموقف الأمريكي، نوّه دحلان إلى أن واشنطن لم تعد قادرة على البقاء بمنأى عن هذه التحولات، وقال: "الولايات المتحدة الآن أمام مفترق طرق، فإما أن تستمر في دعمها الأعمى لإسرائيل، أو تعيد النظر في مصالحها الاستراتيجية، خاصة وأنها بدأت تجد نفسها في مرمى الانتقادات والعزلة الدولية".
السيناريوهات المقبلة
وفيما يخص السيناريوهات المقبلة، أشار دحلان إلى احتمال فرض حلول جزئية من قبل إسرائيل، كتحديد الدولة الفلسطينية ضمن حدود عام 1967 فقط، دون الاعتراف بالمناطق المحتلة عام 1948، وهو ما اعتبره محاولة إسرائيلية لمحاصرة المشروع الوطني الفلسطيني وتفريغه من مضمونه.
وقال دحلان إن الأهم الآن هو استغلال هذه الاعترافات دولياً بالشكل الأمثل، داعياً إلى التوحد الفلسطيني، مضيفا: "الرسالة الأهم الآن يجب أن تكون موجهة إلى الداخل الفلسطيني، وأنه لا بد من إنهاء الانقسام، وتشكيل موقف سياسي موحد يجمع الفصائل كافة، من فتح وحماس والجهاد إلى الجبهة الشعبية وباقي القوى الوطنية".



