ناسا تواجه تحديات تقنية قد تؤجل مهمة "أرتميس 3" لسنوات

أثار تقرير صادر عن لجنة السلامة الاستشارية التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" مخاوف بشأن إمكانية تأجيل مهمة "أرتميس 3"، التي تهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى سطح القمر لأول مرة منذ عام 1972، حيث أشارت اللجنة إلى أن الجدول الزمني للمهمة قد يتأخر لعدة سنوات عن الموعد المستهدف في عام 2027.
وخلال اجتماع عام للجنة، أعرب الأعضاء عن قلقهم من جاهزية نظام الهبوط البشري (HLS) الذي تطوره شركة "سبيس إكس" باستخدام نسخة معدلة من مركبة "ستارشيب"، مؤكدين أن المشروع يواجه تحديات كبيرة، أبرزها إثبات قدرة المركبة على إجراء عملية نقل الوقود المبرد في مدار الأرض المنخفض، وهي خطوة أساسية للوصول إلى القمر.
إنجازات "سبيس إكس"
كما أشار التقرير إلى أن تطوير البدلات الفضائية يمثل عقبة إضافية أمام تنفيذ المهمة في موعدها، في حين وصف أحد أعضاء اللجنة، بول هيل، الجدول الزمني بأنه "مضطرب بشكل كبير"، محذرًا من احتمال تأخر الهبوط القمري لسنوات.
ورغم هذه التحذيرات، أثنت اللجنة على إنجازات "سبيس إكس" في تقليل تكاليف الرحلات الفضائية من خلال إعادة استخدام الصواريخ، لا سيما صاروخ "فالكون 9"، مشيرة إلى أن مركبة "ستارشيب" خضعت لعشر تجارب إطلاق منذ عام 2023، إلا أن التقدم لا يزال بطيئًا مع بقاء العديد من المعايير التقنية غير مكتملة.
وفي الوقت الذي تبقى فيه مهمة "أرتميس 2" المقررة العام المقبل على المسار الصحيح، فإن أي تأخير في هذه المهمة قد يؤثر أيضًا على الجدول الزمني لـ"أرتميس 3"، ما يعزز احتمالات الإعلان الرسمي عن تأجيلها إلى ما بعد عام 2027.
الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء، المعروفة اختصارًا بـ"ناسا" (NASA)، هي وكالة الفضاء الأمريكية المسؤولة عن برامج الفضاء المدنية والبحث العلمي في مجالات الطيران والفضاء. تأسست ناسا في 29 يوليو 1958 بقرار من الكونغرس الأمريكي، كرد فعل على إطلاق الاتحاد السوفيتي لأول قمر صناعي "سبوتنيك"، لتكون بذلك بداية سباق الفضاء بين القوتين العظميين.
منذ نشأتها، لعبت ناسا دورًا محوريًا في تطوير تقنيات الفضاء واستكشاف الكون، حيث أطلقت العديد من البرامج الرائدة مثل "أبولو"، الذي تُوّج بهبوط أول إنسان على سطح القمر عام 1969، و"شاتل الفضاء" الذي مكّن من رحلات فضائية متكررة، بالإضافة إلى مساهمتها في بناء وتشغيل محطة الفضاء الدولية بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية.
تُعنى ناسا أيضًا بالأبحاث العلمية في مجالات الفيزياء الفلكية، ودراسة الكواكب، والمناخ، والتقنيات المتقدمة، وتستخدم أقمارًا صناعية متطورة لمراقبة الأرض والطقس، كما تدير تلسكوبات فضائية مثل "هابل" و"جيمس ويب" لاستكشاف أعماق الكون.
في السنوات الأخيرة، ركزت ناسا على العودة إلى القمر من خلال برنامج "أرتميس"، الذي يهدف إلى إرسال أول امرأة وأول شخص من أصول غير بيضاء إلى سطح القمر، تمهيدًا لرحلات مستقبلية إلى المريخ. كما تتعاون مع شركات خاصة مثل "سبيس إكس" و"بلو أوريجن" لتطوير مركبات فضائية جديدة وتقنيات حديثة.
تُعد ناسا رمزًا عالميًا للابتكار العلمي والطموح البشري، وتواصل جهودها في دفع حدود المعرفة، واستكشاف الفضاء، وتحقيق إنجازات غير مسبوقة في خدمة البشرية.