أمين الفتوى يوضح كيفية الثبات على التوبة رغم تكرار المعصية|فيديو

في حلقة جديدة من برنامج "فتاوى الناس" المذاع على قناة الناس، أجاب الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال ورد من أحد المشاهدين ويدعى محمد موسى، الذي عبّر عن قلقه من معصية اعتاد عليها منذ الصغر ولا يزال غير قادر على الإقلاع عنها، رغم التزامه بالصلاة والصيام والزكاة والصدقة، إضافة إلى ورد يومي من تلاوة القرآن الكريم والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال السائل: "أنا أصلي وأصوم وأزكي وأتصدق، ولي ورد يومي من القرآن والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، لكن عندي معصية منذ الصغر تتكرر معي، وأدعو الله كثيرًا أن يعينني على تركها، لكني لم أستطع حتى الآن، فماذا أفعل؟"، وهو التساؤل الذي أثار اهتمام الكثير من المشاهدين باعتباره قضية تمس شريحة كبيرة من المسلمين الذين يسعون للتوبة الصادقة.
الدعاء والذكر سبيل النجاة
أوضح الدكتور علي فخر أن على المسلم الاستمرار في الدعاء والذكر والاستغفار دون يأس، مع تقوية العزيمة على ترك المعصية ، وأكد أن الله سبحانه وتعالى يعين من صدق في نيته وسعى بإخلاص إلى الطاعة والابتعاد عن الذنب، حتى وإن تأخر الفرج أو استمرت المعاناة لفترة من الزمن.
وشدد على أن الصبر على الطاعة والمجاهدة المستمرة للنفس هما أساس الثبات على الدين، مشيرًا إلى أن السقوط في الخطأ لا يعني الهلاك ما دام القلب حاضرًا والنية صادقة، وإنما المطلوب هو الإصرار على التوبة والعودة إلى الله في كل مرة.
لا يدخل في وعيد الآية
وردًا على قلق السائل من أن يكون مشمولًا بقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾، أوضح أمين الفتوى أن هذه الآية الكريمة تنطبق على من يظن أنه على خير وهو غارق في الباطل ، أما حالة السائل، فهي مختلفة تمامًا، لأنه يعلم أن فعله معصية، ويجاهد نفسه لتركها، ويشعر بالذنب ويستغفر، وبالتالي فإن جهاده هذا يؤجر عليه، ولا يدخل في الوعيد المذكور.
مجاهدة النفس طريق التوبة
أكد الدكتور علي فخر أن الطريق الأمثل للتخلص من الذنب هو كثرة الاستغفار، والإكثار من الدعاء بإخلاص، والمحافظة على الأذكار، والصبر على مجاهدة النفس. وبيّن أن العبد إذا صدق في رجائه وسعى بقلبه وفعله، فإن الله سبحانه وتعالى يفتح له باب التوبة ويعينه على ترك المعصية.
وختم أمين الفتوى رسالته بالتأكيد على أن التوبة ليست مجرد لحظة، بل هي مجاهدة مستمرة وصبر طويل، مشددًا على أن الله لا يرد من أقبل عليه صادقًا مهما كثرت ذنوبه، لقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾.