جوجل توقف زر "مساعد الواجبات المنزلية" المدعوم بالذكاء الاصطناعي في متصفح كروم

أوقفت شركة جوجل مؤقتًا زر "مساعدة الواجبات المنزلية" المدعوم بالذكاء الاصطناعي في متصفح كروم، وذلك عقب موجة من الانتقادات التي أثارها ظهوره المفاجئ على منصات تعليمية يستخدمها ملايين الطلاب في الولايات المتحدة.
أطلقت جوجل هذا الزر في الثاني من سبتمبر، حيث ظهر تلقائيًا أثناء أداء الطلاب لاختبارات إلكترونية، مما أتاح لهم الوصول السريع إلى خدمة Google Lens التي تقرأ محتوى الصفحة وتقترح إجابات باستخدام ميزة "نظرة عامة بالذكاء الاصطناعي"، بما في ذلك أثناء الامتحانات.
أثار ظهور الزر قلقًا واسعًا بين الأكاديميين، إذ نبّهت جامعات بارزة مثل إيموري، وألاباما، وكاليفورنيا في لوس أنجلوس وبيركلي، أعضاء هيئة التدريس إلى وجود الزر في شريط العنوان الخاص بمواقع الدورات، مشيرة إلى محدودية قدرتهم على التحكم فيه.
تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي
اتهم خبراء في التعليم جوجل بتقويض النزاهة الأكاديمية، معتبرين أن الشركة تتبع نهجًا متهورًا في إطلاق أدوات الذكاء الاصطناعي دون دراسة كافية للعواقب.
وقال إيان لينكليتر، أمين مكتبة في معهد كولومبيا البريطانية للتكنولوجيا: "جوجل تدفع المعلمين للتخلي عن تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في الفصول الدراسية، وقد تنجح في ذلك بفضل هيمنة متصفح كروم على السوق."
وفي ردها على الانتقادات، أكدت جوجل أنها أوقفت مؤقتًا زر "مساعدة الواجبات المنزلية"، لكنها لم تلتزم بإزالته نهائيًا. وقال المتحدث باسم الشركة، كريغ إيوير، إن الطلاب عبّروا عن تقديرهم للأدوات التي تساعدهم على التعلم البصري، وإن الشركة تجري اختبارات لتسهيل الوصول إلى خدمة Lens أثناء التصفح.
تُعد شركة جوجل واحدة من أبرز شركات التكنولوجيا في العالم، وقد تأسست عام 1998 على يد لاري بايج وسيرجي برين أثناء دراستهما في جامعة ستانفورد.
بدأت الشركة كمحرك بحث بسيط يهدف إلى تنظيم المعلومات على الإنترنت وجعلها متاحة للجميع، وسرعان ما تحولت إلى إمبراطورية رقمية متعددة المجالات.
يقع المقر الرئيسي لجوجل في ماونتن فيو، كاليفورنيا، ويُعرف باسم "Googleplex". ومنذ تأسيسها، توسعت جوجل لتشمل مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات، أبرزها: نظام التشغيل أندرويد، متصفح كروم، منصة يوتيوب، خدمة Gmail، وخرائط Google. كما تُعد الشركة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، الحوسبة السحابية، والإعلانات الرقمية.
في عام 2015، أعادت جوجل هيكلة أعمالها تحت مظلة شركة قابضة تُدعى Alphabet Inc.، لتصبح جوجل إحدى الشركات التابعة لها، إلى جانب شركات أخرى متخصصة في مجالات مثل التكنولوجيا الصحية، السيارات ذاتية القيادة، والابتكار العلمي.
تشتهر جوجل بثقافتها المؤسسية الفريدة التي تركز على الابتكار، حرية التعبير، والعمل الجماعي، وقد صنفت مرارًا ضمن أفضل أماكن العمل عالميًا.
كما تلعب دورًا محوريًا في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل نماذج اللغة، والتعلم الآلي، وتحليل البيانات الضخمة.
رغم نجاحاتها، تواجه جوجل انتقادات تتعلق بالخصوصية، الاحتكار، وتأثيرها على المحتوى الرقمي. ومع ذلك، تظل الشركة قوة مؤثرة في تشكيل مستقبل التكنولوجيا، وتسعى باستمرار لتقديم حلول ذكية تُسهم في تحسين حياة المستخدمين حول العالم.