عاجل

ما التداعيات المحتملة حال نجاح مؤتمر الأمم المتحدة للقضية الفلسطينية؟

المؤتمر الدولي لحل
المؤتمر الدولي لحل الدولتين

حذرت الباحثة السياسية الفلسطينية الدكتورة تمارا حداد، من التداعيات المحتملة في حال نجح المؤتمر الدولي لحل الدولتين بالأمم المتحدة وأفرز نتائج إيجابية تتعلق بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشيرة إلى أن مثل هذه الخطوة قد تحدث تغييرات في شكل الدعم والتمويل الخارجي، خصوصًا من الولايات المتحدة الأمريكية، التي قد تقدم على خفض أو تعليق مساعداتها للسلطة الفلسطينية إذا تم التقدم نحو الاعتراف من دون اتفاقيات واضحة مع إسرائيل.

وأوضحت الدكتورة تمارا حداد في حوار خاص لموقع نيوز رووم، أن واشنطن عادة ما تشترط موافقة إسرائيلية مسبقة قبل أي إجراء مرتبط بتجسيد الدولة الفلسطينية، وهو ما قد يثير مسألة التمويل الدولي للمشاريع التنموية، والتي قد تُقيد أيضًا بشروط جديدة من بعض الدول المانحة.

وأشارت حداد إلى أن بعض الدول قد تتخذ مواقف سياسية ودبلوماسية رافضة أو منتقدة لخطوة الاعتراف، إذا اعتبرتها خطوة أحادية الجانب من شأنها التأثير على مسار مفاوضات السلام، لافتة إلى أن ذلك قد يؤدي إلى تراجع في الحراك الدبلوماسي أو خلق اصطفافات جديدة في الساحة الدولية.

تحذيرات من خطوات إسرائيلية

كما حذرت من أن الجانب الإسرائيلي قد يقدم على اتخاذ إجراءات سياسية أو قانونية رداً على خطوة الاعتراف، من بينها زيادة البناء في المستوطنات، فرض قيود أمنية إضافية، أو تأخير تحويل أموال المقاصة التي تجمعها إسرائيل لصالح السلطة الفلسطينية، وهو ما قد يُفاقم الأزمة الاقتصادية الفلسطينية.

كما لم تستبعد الباحثة السياسية الفلسطينية أن تلجأ إسرائيل إلى تشديد الحصار الأمني، وتنفيذ مداهمات، أو تقييد الحركة والتنقل في الضفة الغربية والقدس، باعتبار الاعتراف تهديدًا وجوديًا، الأمر الذي ستكون له تداعيات مباشرة وسلبية على حياة المواطنين الفلسطينيين، سواء من الناحية الاقتصادية، أو الاجتماعية، أو الأمنية.

وأكدت أن الحصول على صفة دولة معترف بها قد يفتح أمام فلسطين أبوابًا جديدة للانضمام إلى المعاهدات والمنظمات الدولية، بما في ذلك إمكانية التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها المتكررة، لكنها في المقابل أشارت إلى أن فلسطين قد تُواجه تبعات قانونية من جهات تعتبر أن ممارسات بعض مؤسسات السلطة لا تتوافق مع المعايير الدولية، إلى جانب التحديات المتعلقة بهيكلة المؤسسات وإجراء الإصلاحات المطلوبة.

وفي حال عدم التزام إسرائيل بمسار السلام، توقعت الدكتورة تمارا حداد أن يتصاعد التوتر الميداني، خصوصاً في الضفة الغربية والقدس، من خلال احتجاجات أو مواجهات، أو تصعيد أمني إسرائيلي، مشيرة إلى أن إسرائيل قد تستخدم خطوة الاعتراف كـ"مبرر" لتعزيز سياستها الأمنية تحت ذريعة مواجهة تهديدات جديدة أو خطر دبلوماسي متصاعد.

الباحثة السياسية الفلسطينية الدكتورة تمارا حداد
الباحثة السياسية الفلسطينية الدكتورة تمارا حداد

واختتمت حديثها أن الدول التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة أو إسرائيل قد تجد صعوبة في دعم خطوة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، خشية من العقوبات أو الخسائر الدبلوماسية، وهو ما يضع الاعتراف في سياق دولي معقد ومتداخل.

تم نسخ الرابط