بسبب «باجرام».. طالبان ترد على تهديدات ترامب: مستعدون للقتال لمدة 20 عاما

رفضت حركة طالبان تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأحد، بشأن العودة إلى قاعد باجرام في أفغانستان، وحثت الولايات المتحدة على تبني ما أسمته "نهجا واقعيا وعقلانيا".
قالت الحركة إن استقلال أفغانستان وسلامة أراضيها غير قابلين للتفاوض، وذلك بعد تصريحات ترامب الأخيرة بشأن استعادة قاعدة باجرام الجوية.
ردود أفعال قوية من مسؤولون أفغان على تصريحات ترامب
وفي بيان صحفي، قالت طالبان إن إدارتها تسعى إلى "علاقات إيجابية قائمة على المصالح المتبادلة" مع جميع الدول، لكنها أكدت أن استقلال أفغانستان وسلامة أراضيها "لها الأولوية على كل شيء آخر".
أشار البيان إلى اتفاق الدوحة لعام ٢٠٢٠، الذي تعهدت الولايات المتحدة بموجبه بعدم استخدام القوة ضد سيادة أفغانستان أو التدخل في شؤونها الداخلية. وقالت طالبان: "على أمريكا أن تظل ملتزمة بوعودها".
ووجّه وزير الدفاع محمد يعقوب مجاهد تحذيرًا شديد اللهجة في تصريحات إعلامية إلى ترامب، قائلًا: "ردنا هو: إذا لم تغادروا وتريدوا المطار، فنحن مستعدون لمحاربتكم على مدى العشرين عاما المقبلة".
وردد قاري فصيح الدين فطرت، رئيس أركان وزارة الدفاع: "إن التوصل إلى اتفاق بشأن شبر واحد من أراضي أفغانستان أمر غير ممكن. لسنا بحاجة إليه".
ورفض مسؤولون آخرون، بمن فيهم النائب الأول للمديرية العامة للاستخبارات تاج مير جواد والمدير السياسي لوزارة الخارجية ذاكر جلالي، الفكرة أيضًا.
وأشار جلالي إلى أن الأفغان "لم يقبلوا قط بوجود قوات أجنبية على أراضيهم" وأصر على أن قاعدة باغرام الجوية لا ينبغي أن تكون جزءا من أي مفاوضات مع واشنطن.
ترامب يريد استعادة قاعدة باجرام
هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس السبت، بأن "أمورا سيئة" ستحدث لأفغانستان في حال رفضت إعادة قاعدة باجرام الجوية إلى سيطرة الولايات المتحدة، وفق ما ورد عن وكالة "رويترز".
وقال ترامب في منشور على منصته "تروث سوشيال": "إذا لم تُعد أفغانستان قاعدة باجرام الجوية إلى من أنشأها، الولايات المتحدة، فإن أمورا سيئة ستحدث"، مؤكدا أن بلاده تسعى لاستعادة القاعدة التي استخدمتها القوات الأمريكية عقب هجمات 11 سبتمبر 2001.
كان ترامب قد صرّح، الخميس، بأن واشنطن تعمل على استعادة السيطرة على القاعدة، فيما أوضح للصحفيين، الجمعة، أنه يجري محادثات مع كابول حول الأمر، مضيفا: "نحن نتحدث الآن مع أفغانستان، ونريد استعادتها فورا، وإذا لم يفعلوا ذلك، فستعرفون ما سأقوم به".
أهمية باجرام لواشنطن
كانت قاعدة باجرام أكبر وأهم قاعدة عسكرية أمريكية في أفغانستان على مدار عقدين من الحرب بعد هجمات 11 سبتمبر، وقد احتوت في السابق على مطاعم للوجبات السريعة ومتاجر لبيع الإلكترونيات والسجاد الأفغاني، إضافة إلى مجمع سجون كبير.
ويُذكر أن ترامب لطالما أبدى اهتماما بالسيطرة على مواقع استراتيجية خارج الولايات المتحدة، بدءا من قناة بنما وصولا إلى جزيرة جرينلاند، فيما يبدو أن باجرام باتت محور تركيزه الجديد.