عبد المنعم إمام يكشف لأول مرة: ميزانية حزب العدل 5.5 مليون جنيه
شهدت حلقة برنامج "الحكاية" الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب على شاشة "MBC مصر" نقاشًا ساخنًا حول ميزانيات الأحزاب السياسية في مصر، ودورها في الحياة الديمقراطية والانتخابات المقبلة.
وجاء اللقاء الأبرز من النائب عبد المنعم إمام، رئيس حزب العدل، الذي كشف بوضوح عن تفاصيل ميزانية حزبه، في سابقة تعكس توجهًا نحو الشفافية وإتاحة المعلومات للرأي العام.
أديب: "الحزب بتاعكم ميزانيته كام؟"
واختار عمرو أديب أسلوبه المباشر في الطرح، موجّهًا سؤالًا صريحًا لرئيس حزب العدل: "الحزب بتاعكم ميزانيته كام؟"، وهو السؤال الذي يفتح بابًا كبيرًا للنقاش حول مصادر تمويل الأحزاب، وكيفية إنفاقها على أنشطتها وبرامجها، ومدى قدرتها على التواصل مع قواعدها الشعبية.
إمام يرد: "ميزانيتنا 5.5 مليون جنيه"
ورد النائب عبد المنعم إمام بأن ميزانية حزب العدل خلال العام الماضي بلغت 5.5 مليون جنيه، موضحًا أن هذه الأموال يتم توجيهها إلى الأنشطة الحزبية، التدريب السياسي، ودعم الحملات الانتخابية، إضافة إلى إدارة المقرات الحزبية في المحافظات. وأكد أن الإفصاح عن هذه الأرقام يأتي في إطار قناعة الحزب بأهمية الشفافية في العمل العام.
ميزانيات الأحزاب.. ملف حساس
إثارة هذا الملف على الهواء مباشرة يعكس حساسية قضية تمويل الأحزاب في مصر. فبينما يرى البعض أن الأحزاب تحتاج إلى دعم مالي أكبر لتقوم بدورها في التثقيف السياسي وخوض الانتخابات، يذهب آخرون إلى المطالبة بتشديد الرقابة على مصادر الإنفاق لضمان عدم اختلاط العمل الحزبي بالمصالح الخاصة أو التمويلات غير المشروعة.
الشفافية مدخل لبناء الثقة
ويعتبر الكشف عن ميزانية حزب العدل مؤشرًا على بداية توجه جديد قد يدفع باقي الأحزاب إلى نهج مماثل، بما يعزز مناخ الديمقراطية ويقوي المنافسة السياسية الشريفة.
الأحزاب محتاجة تبقى أقرب للناس
في سياق النقاش، شدد عمرو أديب على أن الأرقام وحدها ليست كافية، بل يجب أن تعكس ميزانيات الأحزاب أثرًا ملموسًا في الشارع، من خلال التواجد الفعلي بين المواطنين، وتقديم حلول عملية لمشكلاتهم اليومية.
وأضاف: "الناس مش هتسأل الحزب ميزانيته كام، لكن هتشوف هو عمل إيه بخلاف المؤتمرات والبيانات"، داعيًا الأحزاب إلى مضاعفة جهودها في المرحلة المقبلة.
التحدي الأكبر الانتخابات البرلمانية المقبلة
مع اقتراب انتخابات مجلس النواب، تزداد أهمية الملف المالي للأحزاب، حيث يمثل التمويل أحد أبرز عوامل القوة أو الضعف في الحملات الانتخابية. فالأحزاب ذات الموارد المحدودة تجد صعوبة في الوصول إلى الناخبين، بينما تتمكن الأحزاب ذات القدرات المالية الأكبر من تنظيم مؤتمرات انتخابية وتغطية إعلامية واسعة.
حزب العدل.. تجربة شبابية
جدير بالذكر أن حزب العدل يُعد من الأحزاب الحديثة نسبيًا في المشهد السياسي المصري، وقد أسسه مجموعة من الشباب عقب ثورة يناير، بهدف تقديم بديل سياسي عصري يعبر عن طموحات الجيل الجديد.
ويُحسب للحزب أنه من بين القلائل الذين حرصوا على توثيق أنشطتهم، وتقديم خطاب سياسي متوازن، وهو ما يفسر حرص رئيسه على إعلان ميزانيته دون تحفظ.
السياسة لا تعيش على الأرقام وحدها
في النهاية، يمكن القول إن فتح ملف ميزانيات الأحزاب عبر شاشة إعلامية جماهيرية مثل "الحكاية" يمثل خطوة جريئة لكسر حاجز الصمت حول قضية بالغة الأهمية. فرغم أن الأرقام تكشف حجم الإمكانيات، إلا أن السياسة في جوهرها تتعلق بالقدرة على التأثير، والتواجد الحقيقي وسط الناس.
وكما أشار عمرو أديب، فإن المطلوب من الأحزاب ليس فقط الإفصاح عن أموالها، بل تحويل هذه الأموال إلى برامج ملموسة تعيد ثقة المواطن في الحياة الحزبية.
