عاجل

انتهيت من قراءة كتاب لمستشرق ألمانى عن إبليس ، الحق أقول أنه ينبغى أن نرفع القبعة لهؤلاء المستشرقين فرغم الخلاف والاختلاف معهم الا انهم وبصدق أمناء فى عملهم ودؤوبين فى ابحاثهم . فعلى مدى كل كلمة من كلمات الكتاب الذى يتخطى المئة صفحة استطرد المستشرق فى الحديث عن إبليس والجنة وسيدنا آدم وستنا  حوا ، وخاض فى حديث طويل عن إبليس ومعارضته لأمر الله سبحانه وتعالى فى السجود لآدم واحساسه بدنو ادم لانه مخلوق من طين وهو خلق من نار ، وصال الكاتب وجال فى الجنة ومافيها ووسوسة ابليس لادم وزوجه حتى طرده الله جل شأنه من الجنة وبالطبع خروج ادم وحواء الى الارض ؛ واستمرار نسلهما  لهذه الساعه ، وحتى قيام الساعة . المستشرق رصد حديثا ممزوج بالألم من إبليس وحزنه من أن الله لم يعطه فرصة ثانية كما أعطاها لادم وسامحه وعفا عنه ، وبالرغم من ان الحوار من خيال الكاتب او المستشرق ان شئت الدقة الا انه كان حوارا جميلا ، وكلماته تجعلك تشفق على ابليس وكيف أنه حول ايمانه بالله سبحانه الى حقد دفين على الانسان الذى فضله الله عليه وجعله فى مكانة أرقى منه ؛ بل أن الله سبحانه وتعالى وعد بنى آدم كلهم بالغفران ماداموا يستغفرون ولايشركون بالله جلا علاه . كلمات ابليس تأخذك أو أخذتني الى مرحلة ماذا لو أخذ ابليس فرصة ثانية وعفا الله عنه وتراجع هو عن غيه وسجد لادم ؟ تخيلت الوضع فى هذه الحالة :  وسألت هل حينها كان الله سيخرج ادم وزوجه من الجنة ؟ وهل كان ابليس الرجيم سيتغير الى ماهو عليه الان وبأنه عدوا لدودا للبشر  ؟ أم أنه كان سيكون صديقا حميما لهم ؟ وهل كانت ستشيد دنيا ويتناسل البشر ويعمرونها ؟ هل كانت الحروب والازمات والقلائل موجودة كما هى عليه الان ؟ أم أن العالم كان سيصبح وردى وكله وئام ومحبة وتصالح وتآلف بين البشر جميعا وابليس ونسله التائبين ؟ هل ستنتهى الدنيا بعد أن تاب ابليس وأخد فرصة ثانية وعاد الى رشده ونفذ ماأمره الله به ؟ تساؤلات كثيرة فرضت نفسها فرضا على عقلى وحياتى كلها ، وللحق تمنيت ان يحدث ماتحدث عنه ابليس  للمستشرق الالمانى وهو يبكى ندما لان الله لم يعطه فرصة ثانية مثلما اخذها آدم ، فاذا كان هذا قد حدث وأخد ابليس فرصته الثانية لما كنا فى هذا العالم؛  ولما عانينا الامرين ، وذقنا العلقم وعشنا فى حياة نهايتها لاتعنى النهاية بل هناك عقاب وثواب وجنة ونار .. ابليس ماخدش فرصة تانية ، ليست مجرد كلمات قالها ابليس وهو يقوم بعمله على أكمل وجه مع البشر ويجرهم الى كل مايغضب الله ؛ بل هى كلمات تبرهن على أن الله كرم الانسان وغفر الله مادام لايشرك به احدا ؛  ومادام سيدنا ادم قد اعترف بخطأه وتاب وأناب ، بعكس ابليس الذى تكبر وأبى السجود ، وظل وسيظل حتى قيام الساعة يحقد على البنى آدميين لان الله سبحانه اعطاهم فرصة للرجوع ولم يعطها لابليس الرجيم ..

تم نسخ الرابط