بعد دخول الدراسة..ما الحكم إذا تعارض وقت الصلاة مع وقت المحاضرات؟

في الوقت الذي يحرص فيه الطلاب على متابعة محاضراتهم والالتزام بجداولهم الدراسية، قد يواجه البعض موقفًا متكررًا يتمثل في تعارض وقت المحاضرات مع مواعيد الصلوات المفروضة.
إذا توفّر وقت كافٍ قبل بدء المحاضرات، فينبغي أداء الصلاة في وقتها. أما إذا حان وقت الصلاة أثناء المحاضرة، وكان هناك متسع بعدها لإدائها قبل خروج وقتها، فلا حرج في إتمام المحاضرة أولًا ثم أداء الصلاة.
أما إذا استغرقت المحاضرة كامل وقت الصلاة، فيجب على المحاضر أن يتيح فترة مناسبة لأداء الصلاة ضمن وقتها
مكانة الصلاة وفرضيتها
الصلاة عبادة عظيمة فرضها الله تعالى، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام وعماد الدين. من أقامها فقد أقام الدين، ومن تركها فقد هدم الدين. وهي أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة، ولهذا وجب على كل مسلم أن يعين غيره على أدائها في وقتها المحدد، بخشوع وسكينة وطمأنينة.
وقد أكد القرآن الكريم على أن الصلاة لها أوقات محددة لا يجوز تجاوزها، قال تعالى:﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103].
ومعنى “موقوتًا” أي مفروضًا ومحددًا بوقت معلوم.
يسر الإسلام في أوقات الصلاة
من رحمة الإسلام وسماحته أنه جعل للصلاة وقتًا يبدأ وينتهي، وترك للمسلم مجالًا واسعًا للأداء بينهما. فإذا وجد عذر شرعي جاز تأخير الصلاة عن أول وقتها وأداؤها في أي وقت من وقتها المقرر شرعًا. أما إذا لم يوجد عذر، فالواجب هو المسارعة إلى أدائها في أول وقتها، امتثالًا لقوله تعالى:
﴿فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ﴾ [الجمعة: 9].
فضل طلب العلم ومكانته
طلب العلم من الفرائض الشرعية على كل مسلم ومسلمة، وقد رفع الله شأن العلماء وكرّم مجالس العلم. قال تعالى:
﴿شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُوْلُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ﴾ [آل عمران: 18].
وقد فسّر بعض العلماء “أولو العلم” بالمؤمنين جميعًا، مما يدل على مكانة العلم وفضله. ولو كان هناك ما هو أشرف من العلم لقرنه الله باسمه كما فعل مع العلماء والملائكة.
النصوص الدالة على شرف العلم
• قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [طه: 114]، وهذا إشارة إلى أن طلب العلم من أعظم ما يُسأل من الله.
• قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «العُلَمَاءُ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ» (رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه).
• وقال أيضًا: «الْعُلَمَاءُ أُمَنَاءُ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ» (رواه الشهاب القضاعي).
• وجاء في الحديث: «سَاعَةٌ مِن عَالِمٍ مُتَّكِئٍ عَلَى فِرَاشِهِ يَنْظُرُ فِي عِلْمِهِ خَيْرٌ مِنْ عِبادَةِ العَابِدِ سَبْعِينَ عَامًا» (رواه الديلمي).
الجمع بين العلم والعبادة
كل هذه النصوص تؤكد أن للعلم منزلة عظيمة لا تقل عن منزلة العبادات، بل إن طلب العلم نفسه عبادة. ومن هنا جاء القول: “اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد”، وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ» (رواه ابن ماجه والبزار)